يومَ القِيَامَةِ؟ بلِ استقْبِلهُ واستشْفِعْ به
فيشفعكَ الله! قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَلَوۡ أَنَّهُمۡ إِذ ظَّلَمُوٓاْ
أَنفُسَهُمۡ جَآءُوكَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ ٱللَّهَ وَٱسۡتَغۡفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ
لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّابٗا رَّحِيمٗا﴾ [النساء: 64] ، وقَدْ ردَّ الشيخُ رحمه الله
بأَنَّها مُنقَطِعَةٌ، وفي سندِهَا رَجلٌ كَذَّابٌ، وفيه من لا تُعرَفُ حَالُه،
والحكايةُ أيضًا لم يذكرْهَا أحدٌ من أصحَابِ مالِكٍ المعرُوفِينَ بالأخْذِ عنه،
مع أنَّ قولَه: وهُو وسيلَتُكَ ووسِيلَةُ أبيكَ آدَم عليه السلام إِلَى اللهِ يومِ
القيامَةِ؛ إِنَّمَا يدلُّ عَلَى تَوسُّلِ آدمَ وذُرِّيته يومَ القيامَةِ، وهَذَا
هو التَّوسُّلُ بشفاعَتِه يومَ القِيَامةِ، وهَذَا حقٌّ كَمَا جاءَتْ به الأحاديثُ
الصَّحيحةُ ([1])؛ حينَ تأتِي النَّاسُ يومَ القِيَامةِ آدَمَ ليشفَعَ
لهُم فيَرُدُّهم آدمُ إِلَى نوحٍ، ثُمَّ يردُّهُم نُوحٌ إِلَى إبرَاهيمَ،
وإبْرَاهيمُ إِلَى موسَى، ومُوسَى إِلَى عيسَى، ويردُّهُم عيسَى إِلَى مُحَمَّدٍ
صلى الله عليه وسلم فإِنَّه كَمَا قَالَ: «أَنَا
سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ فَخْرَ، آدَمَ فَمَنْ دُونَهُ تَحْتَ
لِوَائِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ فَخْرَ» ([2])، ثُمَّ بيَّنَ الشَّيخُ أنَّ هَذِهِ القِصَّةَ مناقِضَةً
لمَذْهَبِ مالكٍ وغيره من الأَئِمَّةِ من وجوهٍ:
أَحَدُها: أَنَّ المُسلِمَ عِنْدَهُم إِذَا سلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ أرادَ أن يَدْعُوَ لنفْسِهِ فإِنَّه يستقْبِلُ القبلَةَ ويدعُو فِي مسجِدِه ولا يستَقْبِلُ القَبرَ، وأَمَّا دعاءُ الرَّسُولِ وطَلبُ الحَوَائِجِ مِنْهُ، وطلبُ شفَاعَتِه عندَ قبْرِه، أو بعْدَ مَوتِه؛ فهَذَا لم يفعَلْهُ أحدٌ من السَّلَفِ، ومعلومٌ فإِنَّه يستَقْبِلُ القِبْلَةَ ويَدْعُو فِي مسجِدِه وَلاَ يستقْبِلُ القَبرَ، وأَمَّا دعاءُ الرَّسُولِ وطلبُ الحَوائِجِ مِنْهُ،
([1])أخرجه: الترمذي رقم (3148)، وابن حبان رقم (6478)، والضياء رقم (428)، وأبو يعلى رقم (7493).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد