والنسيان، وقد
قال تعالى في كتابه في دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ﴾ [البقرة: 286] ، وثبت في «الصحيح» أن الله قال: «قَدْ فَعَلْتُ» ([1]).
لا سيما وقد
يكون من يوافقهم في أخص من الإسلام، مثل أن يكون مثلهم على مذهب الشافعي أو
منتسبًا إلى الشيخ عدي، ثم بعد هذا قد يخالف في شيء، وربما كان الصواب معه؛ فكيف
يستحل عِرْضَه ودمَه أو مالَه مع ما قد ذكر الله تعالى من حقوق المسلم والمؤمن؟!.
وكيف يجوز التفريق
بين الأمة بأسماء مُبتدَعة لا أصل لها في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه
وسلم ؟! وهذا التفريق الذي حصل من الأمة بين علمائها ومشايخها وأمرائها وكبرائها
هو الذي أوجب تسلط الأعداء عليها، وذلك بتركهم العمل بطاعة الله ورسوله كما قال
تعالى: {وَمِنَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّا نَصَٰرَىٰٓ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَهُمۡ
فَنَسُواْ حَظّٗا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِۦ فَأَغۡرَيۡنَا بَيۡنَهُمُ ٱلۡعَدَاوَةَ
وَٱلۡبَغۡضَآءَ﴾ [المائدة: 14]
فمتى ترك الناس بعض ما أمرهم الله به وقعت بينهم العداوة والبغضاء.
وإذا تفرق القوم فسدوا وهلكوا، وإذا اجتمعوا صَلُحوا ومَلَكوا؛ فإن الجماعة رحمة والفُرقة عذاب، وجِماع ذلك في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما قال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ ١٠٢ وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةٖ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ
([1])أخرجه: مسلم رقم (126).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد