تَهۡتَدُونَ ١٠٣﴾ [آل عمران: 102- 103]
إلى قوله: {وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ
وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [آل عمران: 104] ، فمن الأمر بالمعروف الأمر
بالائتلاف والاجتماع والنهي عن الاختلاف والفُرقة، ومن النهي عن المنكر إقامة
الحدود على من خرج من شريعة الله تعالى.
فمن اعتقد في
بشر أنه إله أو دعا ميتًا أو طلب منه الرزق والنصر والهداية وتوكل عليه وسجد له
فإنه يستتاب؛ فإن تاب وإلا ضربت عنقه، ومن فضل أحدًا من المشايخ على النَّبيّ صلى
الله عليه وسلم أو اعتقد أن أحدًا يستغني عن طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم
استُتيب؛ فإن تاب وإلا ضُربت عنقُه.
وكذلك من اعتقد
أن أحدًا من أولياء الله يكون مع محمد صلى الله عليه وسلم كما كان الخضر مع موسى
عليه السلام فإنه يُستتاب؛ فإن تاب وإلا ضُربت عنقُه؛ لأن الخضر لم يكن من أمة
موسى عليه السلام ولا كان يجب عليه طاعته.
بل قال له: «إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللهِ عَلَّمَنِيهِ لاَ تَعْلَمُهُ» ([1])، وأنت على علم من علم الله عَلَّمَك لا أعلمه، وكان مبعوثًا إلى بني إسرائيل كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم : «وَكَانَ النَّبيّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً» ([2])، ومحمد صلى الله عليه وسلم مبعوث إلى جميع الثَّقَلَيْن - إنسِهم وجِنِّهم - فمن اعتقد أنه يسوغ لأحد الخروج عن شريعته وطاعته فهو كافر يجب قتله، وكذلك من كفَّر المسلمين أو استحل دماءهم وأموالهم ببدعة ابتدعها ليست في كتاب الله ولا سنة رسوله؛ فإنه يجب نهيه عن ذلك وعقوبتُه بما يَزْجُره - ولو بالقتل أو القتال - فإنه إذا عُوقِب المعتدون
([1])أخرجه: البخاري رقم (122)، ومسلم رقم (2380).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد