×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الأول

من جميع الطوائف وأُكرِم المتقون من جميع الطوائف؛ كان ذلك من أعظم الأسباب التي تُرضِي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتُصلِح أمر المسلمين.

ويجب على أولي الأمر - وهم علماء كل طائفة وأمراؤها ومشايخها - أن يقوموا على عامَّتهم، ويأمروهم بالمعروف وينهَوْهم عن المنكر؛ فيأمرونهم بما أمر الله به ورسوله وينهونهم عما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم .

فالأول: مثل: شرائع الإسلام، وهي: الصلوات الخمس في مواقيتها، وإقامة الجمعة والجماعات من الواجبات، والسُّنن الراتبات؛ كالأعياد وصلاة الكُسُوف والاستسقاء والتراويح وصلاة الجنائز، وغير ذلك، وكذلك الصدقات المشروعة والصوم المشروع وحج البيت الحرام، ومثل: الإِيمَان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والإِيمَان بالقَدَر خيرِه وشرِّه، ومثل: الإحسان، وهو: «أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ» ([1])، ومثل: سائر ما أمر الله به ورسولُه أحب إليه مما سواهما، والرجاء لرحمة الله والخشية من عذابه، والصبر لحكم الله والتسليم لأمر الله، ومثل: صدق الحديث، والوفاء بالعهود، وأداء الأمانات إلى أهلها، وبِرّ الوالدين، وصِلَة الأرحام، والتعاون على البر والتقوى، والإحسان إلى الجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والصاحب والزوجة والمملوك، والعَدْل في المَقَال والفِعَال.

ثم النَّدْب إلى مكارم الأخلاق؛ مثل: أن تصل من قطعك، وتعطيَ من حرمك، وتعفوَ عمن ظلمك، قال الله تعالى: {وَجَزَٰٓؤُاْ سَيِّئَةٖ سَيِّئَةٞ


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (50)، ومسلم رقم (9).