بِٱلۡبَنِينَ ١٦ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا
ضَرَبَ لِلرَّحۡمَٰنِ مَثَلٗا ظَلَّ وَجۡهُهُۥ مُسۡوَدّٗا وَهُوَ كَظِيمٌ ١٧ أَوَ مَن يُنَشَّؤُاْ فِي ٱلۡحِلۡيَةِ
وَهُوَ فِي ٱلۡخِصَامِ غَيۡرُ مُبِينٖ ١٨ وَجَعَلُواْ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ ٱلَّذِينَ
هُمۡ عِبَٰدُ ٱلرَّحۡمَٰنِ إِنَٰثًاۚ أَشَهِدُواْ خَلۡقَهُمۡۚ سَتُكۡتَبُ
شَهَٰدَتُهُمۡ وَيُسَۡٔلُونَ ١٩﴾ [الزخرف: 16- 19.]
وقال تعالى: {أَفَرَءَيۡتُمُ ٱللَّٰتَ وَٱلۡعُزَّىٰ﴾ [النجم: 19] إلى قوله: {أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلۡأُنثَىٰ
٢١ تِلۡكَ إِذٗا قِسۡمَةٞ ضِيزَىٰٓ ٢٢﴾ [النجم: 21- 22] أي: جائرة، وغير ذلك من القرآن.
فبين سبحانه أن
الرب الخالق أولى بأن يُنزه عن الأمور الناقصة منكم؛ فكيف تجعلون له ما تكرهون أن
يكون لكم، وتستخْفون من إضافته إليكم مع أنه واقع لا محالة، ولا تنزِّهونه عن ذلك
وتنفونه عنه، وهو أحق بنفي المكروهات المُنقِصات منكم؟!.
وكذلك قوله في التوحيد: {ضَرَبَ لَكُم مَّثَلٗا مِّنۡ أَنفُسِكُمۡۖ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُم مِّن شُرَكَآءَ فِي مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ فَأَنتُمۡ فِيهِ سَوَآءٞ تَخَافُونَهُمۡ كَخِيفَتِكُمۡ أَنفُسَكُمۡۚ﴾ [الروم: 28] أي: كخيفة بعضكم بعضًا كما في قوله: {ثُمَّ أَنتُمۡ هَٰٓؤُلَآءِ تَقۡتُلُونَ أَنفُسَكُمۡ﴾ [البقرة: 85] فبين سبحانه أن المخلوق لا يكون مملوكه شريكه فيما له حتَّى يخاف مملوكه كما يخاف نظيره، بل تمتنعون أن يكون المملوك لكم نظيرًا؛ فكيف ترضَوْن لي أن تجعلوا ما هو مخلوقي ومملوكي شريكًا لي يُدعى ويُعبد، كما أُدعى وأُعبد؟! كما كانوا يقولون في تلبيتهم ([1]): لبيك لا شريك لك، إلاَّ شريكًا هو لك، تملكه وما مَلَك.
([1])انظر: مسلم رقم (1185).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد