×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الأول

 النَّبيّ صلى الله عليه وسلم «إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ» ([1])، وهو حديث صحيح.

ومنها: التفرق والاختلاف الذى ذكره الله في كتابه العزيز.

ومنها: أحاديث تُروى عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم وهي كذب عليه باتفاق أهل المعرفة، يسمعها الجاهل بالحديث فيصدق بها لموافقة ظنه وهواه، وأضلُّ الضلال اتباع الظن والهوى، كما قال الله تعالى في حق مَن ذمَّهم: {إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَمَا تَهۡوَى ٱلۡأَنفُسُۖ وَلَقَدۡ جَآءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ ٱلۡهُدَىٰٓ [النجم: 23] ، وقال في حق نبيه صلى الله عليه وسلم {وَٱلنَّجۡمِ إِذَا هَوَىٰ ١ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوَىٰ ٢ وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ٣ إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ٤ [النجم: 1- 4] ؛ فنزَّهه عن الضلال والغِوَاية اللذين هما الجهل والظلم؛ فالضال هو الذى لا يعلم الحق، والغاوي الذي يتبع هواه، وأخبر أنه ما ينطق عن هوى النفس، بل هو وحي أوحاه الله إليه؛ فوصفه بالعلم ونزَّهه عن الهوى.

ثم ذكر رحمه الله أصولاً: جوامعَ من أصول الباطل، ابتدعها طوائفُ ممن ينتسب إلى السُّنة، وقد مَرَق منها وصار من أكابر الظالمين:

الأول: أحاديثُ رَوَوْهَا في الصفات، زائدةً على الأحاديث التي في دواوين الإسلام مما نعلم باليقين القاطع أنها كذب وبهتان بل كفر شنيع، وذكر أمثلة لذلك؛ منها: حديث يروونه: أن الله ينزل عَشِيَّة عَرَفَة على جَمَل أَوْرَقَ يصافح الرُّكبان ويعانق المُشاة! قال: وهذا من أعظم الكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ..، إلى أن قال: وليس عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قطُّ حديثٌ فيه: أن الله نزل له إلى الأرض؛ بل الأحاديث الصحيحة: «أَنَّ


الشرح

([1])أخرجه: النسائي رقم (3057)، وابن ماجه رقم (3029)، وأبو يعلى رقم (2427).