اللهَ يَدْنُو عَشِيَّةَ عَرَفَةَ» ([1])، وفي رواية: «إِلَى
السَّمَاءِ الدُّنْيَا كَلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآْخِرِ
فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيهِ،
مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرُ لَهُ» ([2]) إلى أن قال: وبالجملة فكل حديث فيه أن النَّبيّ صلى الله
عليه وسلم رأى ربه بعينيه في الأرض، وفيه: أنه نزل إلى الأرض، وفيه: أن رياض الجنة
في خطوات الحق، وفيه: أنه وطىء على صخرة بيت المَقْدِس؛ كل هذا كذب باطل باتفاق
علماء المسلمين من أهل الحديث وغيرهم.
وكذلك كلُّ من ادَّعى أنه رأى ربه بعينيه قبل الموت فدعواه باطلة باتفاق أهل السُّنة والجماعة، إلى أن قال: نَعم؛ رؤية الله بالأبصار هي للمؤمنين في الجنة، وهي أيضًا للناس في عَرَصَات القيامة كما تواترت الأحاديث عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم حيث قال: «هَلْ تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ» قَالُوا: لاَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «هَلْ تُضَارُّونَ فِي القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ» قَالُوا: لاَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ كَذَلِكَ» ([3])، وذكر أحاديثَ، ثم قال: وهذه الأحاديث وغيرها في الصحاح، وقد تلقاها السَّلَف والأئمة بالقَبُول واتفق عليها أهل السُّنة والجماعة، وإنما يكذب بها أو يحرِّفها الجَهْمِيَّة ومَن تَبِعَهم من المُعْتَزِلَة - ونحوهم - الذين يكذبون بصفات الله تعالى وبرؤيته وغير ذلك، وهم المُعَطِّلَة شِرار الخَلْق والخليقة، ودين الله وَسَط بين تكذيب هَؤُلاء بما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الآخرة، وبين تصديق الغالية بأنه يُرى بالعيون في الدنيا، وكلاهما باطل.
([1])أخرجه: ابن خزيمة رقم (2839)، وابن حبان رقم (3853)، والحاكم رقم (136).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد