×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الأول

ثم ذكر الشيخ رحمه الله أن من الأصول الباطلة: الغلو في بعض المشايخ، بل الغلو في علي بن أبي طالب، بل الغلو في المسيح عليه السلام ونحوه - فكل من غلا في حي أو في رجل صالح - كمِثل علي رضي الله عنه أو فيمن يُعتقد فيهم الصلاحُ - وجعل فيه نوعًا من الإلهية، مثل أن يقول: كلُّ رزقٍ لا يرزقُنيه الشيخ فلانٌ ما أريده! أو يقول إذا ذبح شاة: باسم سيدي، أو يعبده بالسجود له أو لغيره، أو يدعوه من دون الله تعالى، مثل أن يقول: يا سيدي فلان اغفر لي أو ارحمني أو انصرني أو ارزقني أو أغثني أو أَجِرني، أو توكلت عليك، أو أنت حَسْبي أو أنا في حَسْبك، أو نحو هذه الأقوال والأفعال التي هي من خصائص الربوبية التي لا تصلُح إلاَّ لله تعالى؛ فكل هذا شرك وضلال يُستَتاب صاحبُه؛ فإن تاب وإلا قُتل؛ فإن الله إنما أرسل الرسل وأنزل الكتب لنعبد الله وحده لا شريك له، ولا نجعل مع الله إلها آخر، والذين كانوا يدعون مع الله آلهة أخرى - مثل الشمس والقمر والكواكب والعُزَيْر والمسيح والملائكة واللات والعُزَّى ومَنَاةَ الثالثةَ الأخرى ويَغُوثَ ويَعُوقَ ونَسْرًا أو غير ذلك - لم يكونوا يعتقدون أنها تخلق الخلائق، أو أنها تُنزل المطر أو أنها تُنبت النبات، وإنما كانوا يعبدون الأنبياء والملائكة والكواكب والجن والتماثيل المصوَّرة لهَؤُلاء أو يعبدون قبورهم ويقولون: إنما نعبدهم ليقرِّبونا إلى الله زُلْفَى، ويقولون: هم شفعاؤنا عند الله؛ فأرسل الله رسله تنهى أن يُدعى أحدٌ من دونه لا دعاء عبادة ولا دعاء استغاثة، وقال الله تعالى: {قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِهِۦ فَلَا يَمۡلِكُونَ كَشۡفَ ٱلضُّرِّ عَنكُمۡ وَلَا تَحۡوِيلًا ٥٦ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ أَيُّهُمۡ أَقۡرَبُ وَيَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحۡذُورٗا ٥٧


الشرح