أقول: وبهذا
التقريرِ الواضحِ كشفَ رحمه الله الشُّبهةَ الَّتِي يُورِدُها نُفَاةُ الرُّؤيةِ،
وهي استدلالهم بهذه الآيةِ عَلَى نفْيِ الرُّؤيةِ، وهي لَمْ تنْفِهَا وإِنَّمَا
نفَتِ الإدراكَ، والإدراكُ غيرُ الرُّؤيةِ.
يقولُ شيخُ
الإسلامِ ابنُ تيمية رحمه الله في سياقِ القواعدِ الَّتِي يُبْنَى عَلَيْهَا مذهبُ
السَّلَفِ في إثباتِ أسماءِ اللهِ وصفَاتِه.
القاعدَةُ
الثانيةُ: أنَّ ما أخبر به الرَّسُولُ صلى الله
عليه وسلم عَنْ رَبِّه فإِنَّهُ يجِبُ الإيمان به سواء عرَفنا مَعناه أو لَمْ
نَعْرفْ؛ لأَنَّهُ الصَّادقُ المَصْدُوقُ، فما جاءَ في الكتابِ والسُّنَّةِ وجبَ
عَلَى كُلِّ مؤمنٍ الإيمان به وإن لَمْ يفْهَمْ معناه، وكَذَلِكَ ما ثَبَتَ
باتِّفَاقِ سلفِ الأُمَّةِ وأئمَّتها، مع أنَّ هَذَا البابَ يوجدُ عامَّتُه
مَنصُوصًا في الكتابِ والسُّنَّة متَّفقٌ عَلَيْهِ بَيْنَ سلفِ الأُمَّةِ، وما
تنازَعَ فِيهِ المتأخِّرُون نفيًا وإثباتًا فليسَ عَلَى أحَدٍ، بل ولا لَهُ أن
يوافقَ أحدًا عَلَى إثباتِ لفظِه أو نَفيِه حَتَّى يُعْرَف مُرادُه، فإنْ أرادَ
حقًّا قُبِلَ، وإن أرادَ باطلاً رُدَّ، وإن اشتملَ كلامُهُ عَلَى حَقٍّ وباطِلٍ لَمْ
يُقبَلْ مُطلقًا ولَمْ يُردَّ جميعُ معناه، بل يوقَفُ اللفْظُ ويفسَّرُ المعنى.
ثُمَّ ضرب الشَّيخُ
رحمه الله مثلاً لذلك فقَالَ: كَمَا تنازعَ النَّاسُ في الجهةِ والتَّحيُّزِ وغير
ذَلِكَ؛ فلفظُ الجهَةِ قد يُرادُ به شيءٌ موجودٌ غير اللهِ فيكونُ مخْلُوقًا،
كَمَا إِذَا أُرِيدَ بالجهَةِ نفس العَرشِ أو نفس السَّموات، وقَدْ يُرادُ به ما
لَيْسَ بموجودٍ غير اللهِ تَعَالَى كَمَا إِذَا أُرِيدَ بالجهةِ ما فوقَ العالم،
ومعلومٌ أنَّهُ لَيْسَ في النَّصِّ إثباتُ لفظِ الجهَةِ ولا نفيه كَمَا فِيهِ
إثباتُ لفظِ العُلُوِّ والاستواءِ والفوقِيَّةِ والعُروج إِلَيْهِ ونحو ذَلِكَ،
وقَدْ عُلِمَ أنَّ ما ثَمَّ موجودٌ إلاَّ الخالقُ والمخلوقُ، والخالقُ سبحانه
وتعالى مباينٌ للمخلوقِ، لَيْسَ في مخلوقاته شيءٌ من ذاته ولا في ذَاتِه شيءٌ من
مخلوقَاتِه، فيقالُ لمَن نفَى
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد