×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الأول

ثم ذكر جملة مما ورد في الأحاديث من صفات الله عز وجل ، ثم قال: إلى أمثال هذه الأحاديث التي يخبر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه بما يخبر به؛ فإن الفرقة الناجية - أهل السُّنة والجماعة - يؤمنون بما أخبر الله به في كتابه العزيز من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.

وهو رحمه الله بهذا يرد على أهل الضلال الذين يرفضون الاحتجاج بالسُّنة: إما جُملة، وإما أنهم يرفضون الاحتجاج بها في مسائل العقيدة، وهذا مذهب باطل؛ لأن السُّنة هي الوحي الثاني بعد القرآن، وقد أمر الله بالأخذ بها في قوله تعالى: {وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ [الحشر: 7] والعمل بالسُّنة من مقتضى شهادة أن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ثم ذكر رحمه الله منزلة الفرقة الناجية أهل السُّنة والجماعة بَيَّن الفرق فقال: بل هم الوسط في فِرَق الأمة، كما أن الأمة هي الوسط في الأمم، فهم وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين أهل التعطيل وأهل التمثيل المُشَبِّهة، وهم وسط في باب أفعال الله سبحانه وتعالى بين القَدَرية والجَبْرية، وفي باب وعيد الله بين المُرْجِئة والوعيدية من القَدَرية وغيرهم، وفي باب أسماء الإِيمَان والدين بين الحَرُورية والمُعتزِلة، وبين المُرْجِئة والجَهْمِية، وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الروافض والخوارج.

ثم تكلم الشيخ عن مسألة عُلُو الله على خَلقه ومَعِيَّته لهم وأنه لا تناقض بينهما، ووضَّح معنى المَعِيَّة، فقال: وقد دخل فيما ذكرناه من الإِيمَان بالله الإِيمَان بما أخبر الله في كتابه، وتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم


الشرح