القول بأنه حكاية عن كلام الله أو عبارة عنه، بل
إذا قرأه الناس أو كتبوه في المصاحف لم يخرج بذلك عن أن يكون كلام الله تعالى
حقيقة، فإن الكلام إنما يُضاف حقيقة إلى من قاله مُبْتَدِئًا، لا إلى من قاله
مُبلغًا مؤديًا، وهو كلام الله حروفه ومعانيه، ليس كلام الله الحروف دون المعاني
ولا المعاني دون الحروف.
ثم تحدث الشيخ
رحمه الله عن رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة فقال: وقد دخل أيضًا فيما ذكرناه -
الإِيمَان به وبكتبه وبرسله - الإِيمَان بأن المؤمنين يرونه يوم القيامة عَيَانًا
بأبصارهم كما يرون الشمس صَحْوًا ليس دونها سحاب، وكما يرون القمر ليلة البدر لا
يُضَامُون في رؤيته، يرونه سبحانه وهو في عَرَصَات القيامة، ثم يرونه بعد دخول
الجنة كما يشاء الله سبحانه وتعالى .
ثم تناول الشيخ
رحمه الله وجوب الإِيمَان بعذاب القبر وما يجري فيه، فقال: ومن الإِيمَان باليوم
الآخر الإِيمَان بكل ما أخبر به النَّبيّ صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت
فيؤمنون بفتنة القبر وبعذاب القبر ونعيمه، فأما الفتنة فإن الناس يُفتنون في
قبورهم فيقال للرجل: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيثبت الله الذين آمنوا بالقول
الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فيقول المؤمن: ربي الله، والإسلام ديني،
ومحمد صلى الله عليه وسلم نبيي، وأما المُرْتاب فيقول: هاه، هاه، لا أدري، سمعت
الناس يقولون شيئًا فقلته! فيُضرب بمِرْزَبَّة من حديد، فيصيح صيحة يسمعها كل شيء
إلاَّ الإِنسَان، ولو سمعها الإِنسَان لصَعِق ([1]) ثم بعد هذه الفتنة إما نعيم وإما عذاب إلى أن تقوم
القيامة الكبرى.
***
([1])أخرجه: البخاري رقم (1338)، ومسلم رقم (2870).
الصفحة 4 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد