وَعَنْ
عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
حُلَّةُ سِيَرَاءَ، فَبَعَثَ بِهَا إِلَيَّ فَلَبِسْتُهَا، فَعَرَفْتُ الْغَضَبَ
فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: «إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ بِهَا إِلَيْكَ لِتَلْبَسَهَا،
إِنَّمَا بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ لِتُشَقِّقَهَا خُمُرًا بَيْنَ النِّسَاءِ»([1]) مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ.
أهدي إلى النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم «حُلَّةٌ سِيَرَاءُ»: الحُلة: تكون من إزار ورداء،
أهداها له بعض ملوك الكُفَّار، والنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب
عليها ولو كانت من كافر.
ففيه: قبول الهدية من
الكافر، وهذا من التعاملات الدنيوية ليس من باب الموالاة، وإنَّما هو من باب
التعاون الدُّنيوي، فالنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لم يلبسها لأنَّها تحرم على
الرِّجال، إنما أرسل بها إلى علي بن أبي طالب. رضي الله عنه
حُلَّةٌ سيراء، ما معنى سيراء؟ يعني مخططة بالحرير، كأنَّها سيور فيها، وقيل: سيراء يعني أن فيها خطوطًا تغاير لونها، كأنَّها السيور، فأرسلها النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إلى علي رضي الله عنه، وعلي رضي الله عنه أخذها بالظَّاهر فلبسها، فلما رءاه النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لابسًا لها ظهر الغضب في وجهه صلى الله عليه وسلم، هذا دليل تحريمه على الرِّجال، وقال له صلى الله عليه وسلم: «إنِّي لَمْ أَبْعَثْ بِهَا إلَيْك لِتَلْبَسَهَا، إنَّمَا بَعَثْت بِهَا إلَيْك لِتُشَقِّقَهَا خُمُرًا بَيْنَ النِّسَاءِ»، فعمد علي رضي الله عنه إلى هذه الحُلة وشققها خُمرًا، والخُمُر جمع خمار: وهو ما تغطي به المرأة رأسها ووجهها، لأنَّ ذلك حلال للنِّساء، الحرير حلال للنساء، فدل هذا الحديث:
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2614)، ومسلم رقم (2071).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد