فدلَّ هذا على تطريز
الجُبَّة بالحرير، وأن هذا على جُبَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم الَّتي كان
يلبسها.
وباقي الحديث يدلُّ
على: أنَّهم احتفظوا بهذه الجُبَّة، جُبَّة الرَّسول صلى الله عليه وسلم
يتبركون بها، وتقدَّم لنا غير مرة وتكرر أنَّ التَّبرك بما لامس جسد النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم من ملابسه أو عرقه أو ريقه صلى الله عليه وسلم أن هذا مباح، لا بأس
به؛ لأنَّه صلى الله عليه وسلم مبارك، وهذا من خصائصه، لا يُتبرك بغيره مهما بلغ
من الصَّلاح. لم يكن الصَّحابة يتبركون بأفضلهم أبي بكر أو عمر أو عثمان أو علي،
ما كانوا يفعلون هذا، إلاَّ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكذلك الاستشفاء من
المرض؛ لأنَّ هذا الأثر المبارك يشفي به الله المريض بإذنه، وهذا خاص بالرَّسول
صلى الله عليه وسلم، بما لامس جسمه من الملابس أو بما انفصل من جسمه من الشعر، أو
من الريق، أو من العرق، أو من ماء الوضوء، كل هذا وردت به الأدلَّة في حياته صلى
الله عليه وسلم، ولو بقي شيء منها بعد موته كالملابس أو الشَّعر فإنَّه يُتبرك به
ويُستشفى به، وهذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم، فلا يأتينا مغالط، ويقول: هذا
يدل على التَّبرك بآثار الصَّالحين، نقول له: من أين لك هذا؟ هذا ما ورد إلاَّ في
حقِّ الرَّسول صلى الله عليه وسلم.
أسماء بنت أبي بكر
أخت عائشة رضي الله عنها أم عبد الله بن الزبير رضي الله عنه كانت الجُبَّة عند
عائشة تحتفظ بها، ثُمَّ لما ماتت عائشة رضي الله عنها، أخذتها أختها أسماء بنت أبي
بكر احتفظت بها، لأجل الاستشفاء بها، والتبرك بها.
قوله: «وَلَمْ
يَذْكُرْ لَفْظَ الشَّبْرِ»: يدل أنَّ الحرير الَّذي فيها لم يُذكر
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد