×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

وَعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم «مَرْبُوعًا، بَعِيدَ مَا بَيْنَ المَنْكِبَيْنِ، لَهُ شَعَرٌ يَبْلُغُ شَحْمَةَ أُذُنِهِ، رَأَيْتُهُ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ، لَمْ أَرَ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ»([1]). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

 

السجود: «سُبْحَانَ رَبِّي الأَعْلَى»، واجب من واجبات الصَّلاة، ويضيف إلى التَّسبيح في السُّجود الدُّعاء؛ لأنَّه مظنة الإجابة، ونُهِيَ عن قراءة القرآن في الرُّكوع والسُّجود؛ لأنَّ هذا في غير محله، القرآن إنَّما يقرأ في حالة القيام في الصَّلاة، فهو قراءة للقرآن في غير محل القراءة، فهذا فيه دليلٌ على منع قراءة القرآن للرَّاكع والسَّاجد، إلاَّ إذا كان هذا من باب الدعاء، بأن جاء بدعاء يوافق ما في القرآن ولم يقصد التِّلاوة، وإنَّما يقصد الدُّعاء فلا بأس.

قوله: «وَعَنْ لِبَاسِ الْمُعَصْفَرِ»: هذا هو الشاهد للباب، والمعصفر: هو الثَّوب المصبوغ بالعصفر؛ لأنَّه يكون أحمر.

محلّ الشَّاهد: «رَأَيْتُهُ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ»: أمَّا صفات جسمه صلى الله عليه وسلم: كان مربوعًا، ليس بالطَّويل، ولا بالقصير، ولا بالدَّقيق في جسمه عليه الصلاة والسلام، وإنَّما كان معتدلاً من أحسن الأجسام عليه الصلاة والسلام، وله شعر على رأسه. هذا فيه دليلٌ على مشروعية أو استحباب اتخاذ شعر الرَّأس على الصِّفة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا على الصِّفة الَّتي يتخذها الآن الكُفَّار، أو أصحاب العقائد المنحرفة، تكون علامةً لهم. هذا لا يجوز، إنّما إذا كان على صفة ما كان صلى الله عليه وسلم يتخذه فلا بأس.

وكان يطول شعر رأسه إلى شحمة أذنيه، شحمة الأذن: هي أسفل الأذن، ما رق من أسفل الأذن، محل القرط للنَّساء، وكان بعيد ما بين المنكبين عليه الصلاة والسلام، هذه من صفاته الجسمية، أنَّه بعيد ما بين المنكبين.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3551)، ومسلم رقم (2337).