وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما وَجَاءَهُ رَجُلٌ،
فَقَالَ: إنِّي أُصَوِّرُ هَذِهِ التَّصَاوِيرَ فَأَقْتَنِي فِيهَا، فَقَالَ: سَمِعْت
رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «كُلُّ مُصَوِّرٍ فِي النَّارِ،
يَجْعَلُ لَهُ، بِكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا، نَفْسًا فَتُعَذِّبُهُ فِي جَهَنَّمَ»
وقَالَ: «إِنْ كُنْتَ لاَ بُدَّ فَاعِلاً، فَاصْنَعِ الشَّجَرَ وَمَا لاَ نَفْسَ
لَهُ»([1]). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِمَا.
هذا ابن عباس
رضي الله عنه وجاءه رجل يصنع الصُّور، يستفتيه، فروى له الحديث الَّذي فيه الوعيد
على المصور: «كُلُّ مُصَوِّرٍ فِي النَّارِ» وهذا يَعُمُّ أنواع التَّصوير
كلها، سواء كان بالنَّحتِ والتماثيل، أو كان بالرَّسم باليد والقلم، أو كان بالآلة
اللاقطة؛ لأنَّ الحديث عامٌّ، والَّذي يلتقط الصَّورة بالآلة يسمَّى مصوِّرًا،
ويسمَّى عمله تصويرًا، فما الَّذي يخرجه من هذا العموم.
ودلَّ الحديث أيضًا
على أنَّ: «مَا لاَ نَفْسَ لَهُ»: يعني: ما ليس فيه حياة حركية، أنَّه لا
بأس بتصويره؛ بل إنَّه قال: «إِنْ كُنْتَ لاَ بُدَّ فَاعِلاً»؛ لأنَّه رأى
الرَّجل كأنه تعجَّب وانتفض وانتفخ فقال: «فَإِنْ كُنْتَ لاَ بُدَّ فَاعِلاً
فَاجْعَلْ الشَّجَرَ وَمَا لاَ نَفْسَ لَهُ»، فهذا يدلُّ على أن ما لا حياة
فيه لا بأس بتصويره، وإن كان بعض العلماء عمَّم حتَّى تصوير الشّجر، وتصوير ما لا
روح فيه، عمم لحديث: «كُلُّ مُصَوِّرٍ فِي النَّارِ».
وأمَّا قوله: «مَا
لاَ نَفْسَ لَهُ»: هذا من كلام ابن عباس ليس مرفوعًا إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
فمن العلماء من
عمَّم حتَّى الشَّجر والجبال؛ لأنَّه كلّه خلق الله، وهذا يضاهي خلق الله؛ ولكن
الَّذي عليه الجمهور هو ما أفتى به ابن عباس رضي الله عنه.
ويدلُّ عليه الحديث الَّذي مر: «يقال: أَحْيِ مَا خَلَقْتَ»، فدلَّ على أنَّ المحرم الَّذي ما فيه حياة، يقال له: «أَحْيِ مَا خَلَقْتَ»، يدل على أنَّ التَّصوير يقصد به ما فيه الحياة والرُّوح.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2225)، ومسلم رقم (2110).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد