صلبه اليهود وقتلوه،
ويضعون هذه الصُّورة، ثُمَّ آل بهم أن عبدوا الصَّليب؛ لأنَّ تعظيم الصُّورة يؤدي
إلى عبادتها، فهم عبدوا الصَّليب، وصار شعارًا لهم، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم
يتتبع التصَّاليب الَّتي في بيته يكسرها، ويزيلها.
والآن كما ترون
الابتلاء والامتحان في هذه الأمور، التَّساهل فيها، البيت مليء بالصُّور، والمكتب
مليء بالصُّور، والشَّوارع مليئة بالصَّور المنصوبة - ولا حول ولا قوة إلاَّ
بالله.
«تَصَالِيبُ»: يعني: فيه صورة
صليب، صورة رجل مصلوب على الخشبة، يزعمون أنّ هذا المسيح قُتل وصلب، قد كذبوا في ذلك:
﴿وَمَا
قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمۡۚ﴾بل رفعه الله:﴿... وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينَۢا
١٥٧ بَل رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَيۡهِۚ﴾ [النساء:157- 158] رفعه الله من بينهم، يريدون
قتله، دخلوا عليه يريدون قتله فرفعه الله من بينهم، فألقى الله الشَّبه على واحد
معهم، شبه المسيح، فقتلوه يظنون أنَّه هو المسيح، وقال: إنَّه هو الَّذي دلَّهم
على مكان المسيح، دلهم على الدُّخول عليه، فألقى الله الشَّبه عليه، فقتلوه ونجَّى
الله رسوله عليه السلام، ﴿ بَل
رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَيۡهِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمٗا ١٥٨﴾[النساء:158].
قوله: «لَمْ يَكُنْ
يَدَعُ فِي بَيْتِهِ ثَوْبًا فِيهِ تَصْلِيبٌ إلاَّ نَقَضَهُ»: يعني صورة صليب،
وهي صورة إنسان كما ذكرناه لكم، صورة إنسان مصلوب.
قوله: «لَمْ يَكُنْ
يَدَعُ فِي بَيْتِهِ ثَوْبًا»: الثَّوب الَّذي يلبسه، أو الثَّوب الَّذي يستر به
الفتحة في الجدار.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد