الصُّور محرم أيضًا،
حتَّى صار التَّصوير فنًّا من الفنون يُدَرَّس وله مدارس، يعتبرونه فنًّا من
الفنون، وهذا من عدم المبالاة بأوامر الشَّرع ونواهيه، وإلاَّ فماذا يستفاد من
التَّصوير؟ وماذا يستفاد من الصُّورة؟ ما هي الفائدة الَّتي يجنيها الفرد والمجتمع
من الصُّور والتَّصوير؟ إلاَّ العذاب الشَّديد.
والتصوير حُرِّم
لعلتين:
العلة الأولى: أنَّ فيه مضاهاة
لخلق الله، فإنَّ المصور يحاكي الصُّورة الَّتي خلقها الله، بحيث إذا نظرت إليها
إذا هي تطابق المصوَّر تمامًا، ويتفنَّنون في هذا.
والعلة الثَّانية: أنَّ التَّصوير
وسيلة إلى الشِّرك؛ لأنَّ قوم نوح إنَّما وقعوا في الشِّرك بسبب الصور الَّتي
صورها للصَّالحين، ونصبوها على مجالسهم.
وهناك علة ثالثة
أيضًا: وهو أنَّه إذا كان التَّصوير للنِّساء فإنَّه سبب للفتنة والنَّظر إلى
صورهن.
فالتَّصوير لا خير فيه مطلقًا، فلذلك يجب على المسلمين أن يعرفوا هذا، وأن يتجنبوا التَّصوير، ويتجنبوا استعماله، وأن يخرجوه من بيوتهم ومحلاتهم، ولا ينساقوا وراءه. فهو تقليد للكُفَّار، وهذا أمر خطير جدًّا، وإن تساهل فيه النَّاس وصار كأنَّه الآن من المعروف لا من المنكر، بحيث إنَّهم صاروا يستنكرون على الَّذي ينهى عن التَّصوير، ويصفونه بالتَّشدد، فصار المعروف منكرًا والمنكر معروفًا، كما أخبر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد