ويُلبسه ثوب مذلةٍ يوم
القيامة ويهينه، كما جاء في الحديث: «يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ
القِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِِّ...»([1]) عقوبةً لهم.
هذا الحديث الَّذي
سمعناه فيه النَّهي عن لباس الشُّهرة، وهو اللباس الذي يرفع أنظار النَّاس إليه
مستغربين لباسه، ومن هذا ما يفعله بعض الإخوان من المحبين للخير، يقصرون ثيابهم
إلى منتصف السَّاق أو إلى قريب من الركبة ويقولون: هذا السُّنَّة، السُّنَّة أن
تلبس ما يلبسه المسلمون في بلدك، بشرط أن لا يخالف السُّنَّة، وما بين الكعب إلى
نصف السَّاق كلّه سُنَّة، إذا كان المجتمع كلّه يلبس إلى نصف السَّاق البس مثلهم،
إذا كان المجتمع يلبس إلى فوق الكعب البس مثلهم، ولا تلبس لباس شهرة، تصير بينهم
مشتهرًا ويغمطوك ويناظروك.
في وقتنا هذا صار هذا علامة على أناس أخرين وعلى مَنْ عندهم شذوذ في الأفكار، هذا أيضًا يؤكد أنَّه يتجنب هذا، لأنَّه شهرة، وأيضًا فيه سوء الظن من النَّاس، رُبَّما يُتهم ويؤذى بسبب ذلك ويراقب؛ لأنَّه صار صفة وعلامة على المتشددين الَّذين خرج بهم التَّشدد إلى ما تعلمون.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2492)، وأحمد رقم (6677)، وابن المبارك في «الزهد» رقم (609).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد