×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ الرَّجُلَ يَلْبَسُ لُبْسَةَ الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةَ تَلْبَسُ لُبْسَةَ الرَّجُلِ»([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد.

والصِّنف الثَّاني: «رِجَالٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ»: ظلمة يضربون النَّاس بغير حقٍّ، قالوا: وهذا ينطبق على بعض الشُّرط الذين يسخرهم الظلمة بضرب النَّاس من غير حقٍّ، فهذا ظلم لا يجوز الضَّرب بغير حق.

هذا التَّشبه، تشبه أحد الصِّنفين بالآخر، لا يجوز للرَّجل أن يتشبه بالنِّساء في لباسهنَّ ومشيتهنَّ، وكلامهنَّ وميوعتهنََّ، والتَّجمَّل كتجمل النِّساء، لا يجوز له ذلك؛ لأنَّه رجل يطلب منه القوة والخشونة، والشَّهامة، لا يطلب منه النعومة واللِّين. هو رجل يتصف بصفات الرِّجال.

وكذلك من التَّشبه بالنِّساء حلق اللحيَّة، هذا من أشد أنوع التَّشبه بالنِّساء حلق اللحى، يكون الرَّجل كالمرأة، الَّذي يفرق بين وجه الرَّجل والمرأة هو اللحيَّة، وإلاَّ إذا حلق لحيته صرت لا تفرق بين وجه المرأة ووجه الرَّجل، فأزال العلامة الفارقة، هذا من تشبه الرِّجال بالنِّساء، خلقه الله رجلاً فحوَّل نفسه إلى أنثى.

وكذلك في المقابل لعن المرأة أن تلبس لباس الرَّجل، أو تمشي مشية الرَّجل، أو تتولى أعمال الرَّجل ووظائف الرَّجال، هذه ملعونة، نسأل الله العافيَّة، المرأة لها عمل خاص بها لا يجوز للرَّجل أن يتولاه، والرَّجل له عمل لا يجوز للمرأة أن تتولاه.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4098)، وأحمد رقم (8292)، والحاكم رقم (7415).