فلا يتشبه أحدهما
بالآخر في جسمه وملابسه وحركاته وكلامه، ولا يجوز لأحدهما أن يتولى عمل الآخر،
لأنَّ هذا من أعظم التَّشبه، ولهذا لعن الرَّسول صلى الله عليه وسلم من فعله،
واللَّعن: يدل على أن هذا الفعل كبيرة من كبائر الذنوب.
فيجب على الرِّجال
أن يتميزوا عن النِّساء، ويجب على النِّساء أن يتميزن عن الرِّجال، هذا هو الواجب﴿وَلَيۡسَ
ٱلذَّكَرُ كَٱلۡأُنثَىٰۖ﴾ [آل عمران: 36]، أمَّا إذا صار الذَّكر مثل
الأنثى أو الأنثى مثل الذَّكر تغير الوضع -ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله- وهو
يتحوَّل إلى صفة الأنثى؛ لكن لو قلت له: إنّك مثل الأنثى؛ يغضب عليك، أو يقتلك
بعد، لو قلت له: إنَّك مثل الحريم مثل المرأة؛ يقتلك أو يضربك، في حين أنه يصنع
بنفسه هذا الشَّيء فيكون مثل الأنثى.
قوله: «لَعَنَ الرَّجُلَ يَلْبَسُ لُبْسَةَ الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةَ تَلْبَسُ لُبْسَةَ الرَّجُلِ»: هذا من التَّشبه في اللِّباس، الرَّجل لا يلبس ملابس النِّساء ولا النِّساء تلبس ملابس الرِّجال، هناك ملابس مخصصة للرِّجال، أقمشة مخصصة للرِّجال، وأقمشة مخصصة للنِّساء، وهناك تفصيل خاص بالنِّساء وتفصيل خاص بالرجال، وهناك صفة اللِّبسة أيضًا خاصة بالنِّساء ولبسة خاصة بالرِّجال، فلا يتشبه أحدهما بالآخر؛ بل كلٌّ يتميز عن الآخر بخاصيته، ولا يتميَّع المجتمع، رجاله يتحولون إلى نساء، والنِّساء يتحولن إلى رجال، هذا من الانتكاس، وهذا خلاف الفطرة التي فطر الله النَّاس عليها.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد