وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ تَخْتَمِرُ فَقَالَ: «لَيَّةً لاَ لَيَّتَيْنِ»([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد..

قوله: «كَسَانِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قُبْطِيَّةً كَثِيفَةً كَانَتْ مِمَّا أَهْدَى لَهُ دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ»: دحية الكلبي وصلت إليه من غيره أيضًا.

قوله: «مُرْهَا أَنْ تَجْعَلَ تَحْتَهَا غِلاَلَةً؛ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تَصِفَ حَجْمَ عِظَامِهَا»: تحتها ما يلي جلدها من أجل أن يخفي ما وراء القبطية، أين هذا الآن؟! يلبسن الملابس الشفافة أو الملابس القصيرة من الملابس الغربية.

قوله: «أَنْ تَصِفَ حَجْمَ عِظَامِهَا»: لأنَّها شفافة، لا تغطي ما وراءها، ومن باب أولى إذا كانت ضيقة تصف الأحجام والأعضاء والمفاتن، مثل البنطلون الَّذي ابتليت به نساء المسلمين اليوم يتسابقن عليه يلبسن ويلبسهن بناتهن - ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله.

أم سلمة أم المؤمنين زوج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم دخل «وَهِيَ تَخْتَمِرُ» يعني: تضع الخمار على رأسها الذي يغطي رأسها، فقال عليه الصلاة والسلام: «لَيَّةً» يعني: تلويه مرةً واحدة، فلا تلويه ليتين لئلا يشبه عمامة الرَّجل؛ لأنَّ عمامة الرَّجل هي الَّتي تُلوى عِدَّة أكوار، فالمرأة يكفي أن تلفه لفةً واحدة تستر رأسها، فقال صلى الله عليه وسلم: «لَيَّةً لاَ لَيَّتَيْنِ»، «لاَ لَيَّتَيْنِ» يعني: لا تديره على رأسها مرتين يكفي مرة واحدة، لئلا تتشبه بالرِّجال.

فهذا فيه دليلٌ على: أنَّ المرأة لا تتشبه بالرِّجال في لباسها.

---

الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4115)، وأحمد رقم (26565)، والحاكم رقم (7417).