×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لاَ أَرَاهُمَا بَعْدُ، نِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، مَائِلاَتٌ، مُمِيلاَتٌ، عَلَى رُءُوسِهِنَّ أَمْثَالُ أَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لاَ يَرَيْنَ الْجَنَّةَ، وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَرِجَالٌ مَعَهُمْ أَسْيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ، يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ»([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ.

 

هذا حديث عظيم وهو في «صحيح مسلم» وفي «مسند الإمام أحمد» ثابت عن الرَّسول صلى الله عليه وسلم، أنَّه أخبر بخبر يحدث في المستقبل؛ لأنَّ هذا مما أطلعه الله عليه، وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم وأعلام نبوته، وهو إخبارٌ معناه النَّهي والتحذير من هذا إذا حدث، أن تجتنبه المسلمة وسيحدث، كما أخبر صلى الله عليه وسلم. ولكن لنحذره إذا حدث، تتجنبه المرأة المسلمة ووليها أيضًا يجنبها إيَّاه.

قوله: «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا بَعْدُ»: يعني: لم يحصل هذا في حياته صلى الله عليه وسلم، وإنَّما سيحصل بعد وفاته، فمن شفقته على أمته ونصحه لهم يبيِّن لهم ما يحدث في المستقبل مما فيه خطورة عليهم، ليحذروه ويجتنبوه.

الصنف الأول: «نِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَّاتٌ مَائِلاَتٌ مُمِيلاَتٌ عَلَى رُؤوسِهِنَّ أَمْثَالُ أَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لاَ يَرَيْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا»: يلبسن لباسًا لا يسترهنَّ، إمَّا لقصره وإمَّا لشفافيته، فلا يستر ما وراءه، وكثير من النِّساء اليوم يذهبن إلى الحفلات وهنَّ بمثل هذا اللِّباس، كاسية عارية، لابسة ملابس لكن لا تستر؛ بل إنَّها تبدي


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2128).