×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

فدل هذا الحديث على مسائل:

المسألة الأولى: مشروعية الصَّلاة في النعال، وهذا سيأتي له باب خاص.

المسألة الثَّانية: الاقتداء بالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فالصحابة اقتدوا به في الصَّلاة في نعالهم، ولما خلع خلعوا، ولو لم يعلموا السبب، فيقتدي المسلم بالرَّسول ولو لم يعلم السَّبب، فهم خلعوا نعالهم ولم يعلموا السبب، فلما سلَّم صلى الله عليه وسلم سألهم: لماذا خلعتم نعالكم؟ فأخبروه، فقال صلى الله عليه وسلم مبينًا السَّبب الَّذي من أجله خلع نعليهِ في الصَّلاة أن جبريل أخبره أن فيهما أذى. وجاء في بعض الأحاديث أن هذا الأذى دم، وَطِئ على شيء فحصل منه دم في النعلين.

فدلَّ هذا على: اشتراط الطَّهارة للملابس في الصَّلاة من النعال وغيرها.

ودلَّ أيضًا على: أنَّ المصلي إذا لم يعلم بالنَّجاسة فصلاته صحيحة، فإن عَلِم في أثناء الصَّلاة وأمكنه أن يتخلص من الملبوس الذي عليه، فإنّه يتخلص منه ولا يستمر فيه.

ودلَّ على: أنَّ الَّذي لم يعلم صلاته صحيحة؛ لأنَّ الرَّسول صلى الله عليه وسلم بنى على أوَّل صلاته لأنَّه لم يعلم حتَّى أعلمه جبريل. فإذا علِم بالنَّجاسة في ملبوسه أثناء الصَّلاة وجب عليه التخلص منه، وإذا لم يتمكن من التخلص منه، فإنَّه ينصرف من الصَّلاة، ويطهر ثوبه من النجاسة، ثُمَّ يستأنفها. هذا إذا علم في أثناءها.


الشرح