×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدٌ إلاَّ الْمَقْبَرَةَ وَالحَمَّامَ.»([1]). رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إلاَّ النَّسَائِيّ.

والمسجد الأقصى: في فلسطين في القدس، وهذا بناه إسحاق بن إبراهيم عليه السلام.

وسُئل النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كم بينهما من السنين؟ قال: «أَرْبَعُونَ سَنَةً»، فالمسجد الحرام هو أقدمها بعده المسجد الأقصى بأربعين سنَة.

والمسجد النَّبوي: بناه رسول الله صلى الله عليه وسلم لَمَّا هاجر إلى المدينة.

هذه المساجد الثَّلاثة تفضل الصَّلاة فيها على غيرها، كما في الحديث: «صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ - أَوْ كَأَلْفِ صَلاَةٍ - فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ، إلاَّ أَنْ يَكُونَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ»([2])، «وَصَلاَةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ»([3])، «وَصَلاَةٌ في المَسْجِدِ الأَقْصَى عَن خَمْسَمَائَةِ صَلاَةٍ»([4])وما عداه من المساجد فكلها سواء، لا فضل لبعضها على بعضٍ.

هذا من المواضع المستثناة من الأرض: «الأَْرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدٌ»: يعني: صالحة للصَّلاة فيها، والمسجد يطلق ويراد به المصلَّى، ويطلق ويراد به المسجد المبني، فـ«الأَْرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدٌ» بالاعتبار الأوَّل، صالحة للصَّلاة فيها، إلاَّ مواضع سبعة:


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1394).

([2])  أخرجه: ابن ماجه رقم (1406)، وأحمد رقم (14735).

([3])  أخرجه: البيهقي في «الشعب» رقم (4140).

([4])  أخرجه: أبو داود رقم (392)، والترمذي رقم (317)، وابن ماجه رقم (745)، وأحمد رقم (11801)،