×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

الثالث: قوله: «إنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ». فهذه العبارات الجليلة فيها التحذير من الغلو في القبور بالبناء عليها أو الصَّلاة عندها، ولو كان المصلِّي يصلِّي لله، فلا يصلِّي عند القبور؛ لأنَّ هذا وسيلة إلى عبادتها من دون الله كما حصل، أمَّا إذا قصد التَّقرب إلى الميت بصلاته وبدعائه هذا شرك أكبر، فدعاء الأموات والاستغاثة بهم والذبح لهم شرك صريح شرك أكبر - والعياذ بالله.

والأول وسيلة إلى الثَّاني؛ لأنَّه صلى عندها لله، فيتدرج به الشَّيطان إلى أن يغلو فيها ويعبدها من دون الله، كما هو الحاصل في كثير من البلاد الإسلامية مع الأسف، وأول ما حدث البناء على القبور عند الشِّيعة، هم الَّذين دسوا على المسلمين البناء على القبور؛ وذلك بعد المائة الرابعة بعد القرون الفاضلة الَّتي أثنى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، حينما استولى الفاطميون على مصر وعلى غيرها من البلاد الإسلاميَّة، فإنَّهم بنوا على القبور، وقلدهم الصُّوفية والمبتدعة، فبنوا على القبور. ولا تزال يُبنى عليها إلاَّ من رحم الله عز وجل.


الشرح