×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

 وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «صَلُّوا فِي مَرَابِضِ الغَنَمِ، وَلاَ تُصَلُّوا فِي أَعْطَانِ الإِبِلِ»([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.

 

هذا الموطن الرابع من الموطن المنهي عن الصَّلاة فيها، وهي: معاطن الإبل.

ومعاطن الإبل: هي البقاع الَّتي تجتمع فيها الإبل لورود الماء، عند الموارد من عادتها أنَّها إذا شربت فإنَّها تعطن حول الماء أو تبيت فيها وتبرك فيها، فلا تجوز الصَّلاة في معاطن الإبل.

وأمَّا مرابض الغنم فقد رخصَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بالصَّلاة فيها، فيجوز الصَّلاة في مرابض الغنم.

والمرابض: جمع مربض.

ما هي العلة في النهى عن الصَّلاة في معطن الإبل؟ وما الفرق بين الغنم والإبل؟ الله أعلم بذلك، فلم تتبيَّن لنا العلة الَّتي يُجْزَمُ بها، وإنَّما العلماء يتلمسون حولها:

فمنهم من قال: إنَّ الغنم من طبيعتها السكينة والهدوء، لذلك أبيحت الصَّلاة في مرابضها.

أمَّا الإبل فمن طبيعتها الغلظة والقسوة، والشَّيطان يخالط الإبل أكثر مما يخلط الغنم. أو قد لا يخالط الغنم أبدًا وإنَّما يخالط الإبل بما فيه من القوة والغلظة، ولذلك يقولون: هناك فرق بين راعي الغنم وراعي الإبل في الطبيعة، فرق واضح، راعي الغنم يكتسب من الغنم السكينة


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (348)، وابن ماجه رقم (768)، وأحمد رقم (9824).