لأجل السِّياحة،
اتخذت مساجد المسلمين سياحية الآن، هذا من المباهاة، وإلاَّ لو كانت المساجد عادية
ما تلفت النظر ما صارت سياحية ولا جاء لها أحد، وإنَّما إذا كان فيها ما يلفت
النظر جاء السُّياح إليها حتَّى من الكُفَّار. فهذا منهي عنه في المساجد.
ففيه عَلَمٌ من
علامات نبوته صلى الله عليه وسلم، وهذا الإخبار معناه النَّهي من الرَّسول، ليس هو
مجرد خبر، خبر معناه النَّهي عن الزخرفة والمباهاة في المساجد، وما أحسن الاعتدال،
وما أحسن التوسط، وهذا أخلص للنيَّة. الَّذي يعتدل هذا أخلص لنيته، وأمَّا الزخرفة
والمباهاة، هذا يدلُّ على فساد النية - ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله.
قوله: «وَقَالَ
الْبُخَارِيُّ: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: كَانَ سَقْفُ الْمَسَاجِدِ مِنْ جَرِيدِ
النَّخْلِ»: يعني متواضع، سقفهُ من جريد النخل، متواضع على قدر الحاجة؛ لأنَّه في ذلك
الوقت هكذا عندهم، جريد النخل والسَّعف، لا يُبالغ في سقوف المساجد ولا في جدرانها
ولا في أعمدتها ما يبالغ في هذا، وإنَّما يكون هذا على قدر الحاجة، لا مانع من
تقوية البناء؛ لأنَّ هذا أبقى للمسجد ويستمر النفع فيه؛ لكن الممنوع الزخرفة
الزائدة عن المطلوب.
قوله: «وَأَمَرَ عُمَرُ بِبِنَاءِ الْمَسْجِدِ، وَقَالَ: أَكِنَّ النَّاسَ، وَإِيَّاكَ أَنْ تُحَمِّرَ أَوْ تُصَفِّرَ فَتَفْتِنَ النَّاسَ»: أمر عمر رضي الله عنه في خلافته ببناء المسجد، وقال للباني: «أَكِنَّ النَّاسَ»: يعني: اجعل لهم كنًّا يكنهم من الحر والبرد، «وَإِيَّاكَ»: هذا تحذير من عمر، «وَإِيَّاكَ أَنْ تُحَمِّرَ أَوْ تُصَفِّرَ»: بالألوان، يعني تَطْلِي الجدران بالألوان البهية الَّتي تلفت الأنظار وتشغل أنظار
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد