النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم لما بنى مسجده الشَّريف جعل فيه محلًّا مظللاً يُؤْوِي فيه الضيوف
الَّذين ليس لهم أهل بالمدينة، من الوفود الَّذين يفدون على الرَّسول صلى الله
عليه وسلم لطلب العلم، ويرافقون الرَّسول صلى الله عليه وسلم في مجالسه ليستفيدوا
منه، فكان يسكنهم في هذا المكان في الصفة الَّتي تسمعون عنها، وأصحاب الصُّفة هم
الضُّيوف الَّذين ليس لهم مأوى في المدينة، يعني: مثل ما تقولون الآن: دار الضيافة
أو السكن الدَّاخلي أو ما أشبه ذلك من العبارات. هذا فعله صلى الله عليه وسلم.
وممن سكنه: الوفد الَّذين
جاءوا من قبيلة عكل أو عرينة، وفدوا على الرَّسول صلى الله عليه وسلم فأسكنهم في
الصُّفة، يأكلون من صدقات أهل المدينة، كل يأتي بما تيسر، يأكلون من الصّدقات،
ومما يحصل للرَّسول صلى الله عليه وسلم مما يُهدَى إليه، ومما يصل إليه عليه
الصلاة والسلام، ينفق عليهم ويطعمهم منه.
فهؤلاء الرَّهط من
عكل أو عرينة لما بقوا في المدينة اجتووها - يعني: أصابتهم الحمى - لأنَّ المدينة
كان فيها حمى، ثُمَّ دعا الرَّسول صلى الله عليه وسلم أن ينقل الله حماها إلى
الجُحفة، فأصبحت المدينة بدعوة الرَّسول صلى الله عليه وسلم خالية من الحمى؛ لكن
هؤلاء جاءوا وقت وجود الحمى في المدينة فأصابتهم، فأمرهم النَّبِيُّ صلى الله عليه
وسلم أن يلحقوا بإبل الصَّدقة وأن يشربوا من أبوالها وألبانها؛ لأنَّ هذا فيه شفاء
وعلاج من الحمى، فذهبوا وشربوا وشفاهم الله.
طبيعة الأعراب الطمع، فطمعوا في الإبل، فقتلوا الرَّاعي ومثَّلوا به وساقوا الإبل، فأرسل النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم في طلبهم فجيء بهم، ففعل فيهم
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد