وَعَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله
عليه وسلم: «هَلْ مِنْكُمْ أَحَدٌ أَطْعَمَ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟»، فَقَالَ أَبُو
بَكْرٍ رضي الله عنه: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا أَنَا بِسَائِلٍ يَسْأَلُ،
فَوَجَدْتُ كِسْرَةَ خُبْزٍ فِي يَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَأَخَذْتُهَا مِنْهُ
فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ»([1]). رَوَاهُ أَبُو
دَاوُد.
وَعَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: «كُنَّا نَأْكُلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ»([2]). رَوَاهُ ابْنُ
مَاجَهْ.
فالشَّاهد من ذلك: أنَّه يجوز أن
يمرض المريض في المسجد.
وفيه: فضل سعد رضي الله
عنه، فالرَّسول اعتنى به وضرب له خيمة في المسجد ليعوده.
عبد الرحمن هو: عبد الرحمن بن أبي بكر.
هذا الحديث فيه: دليلٌ على جواز
السؤال في المسجد وإعطاء السَّائل فيه، والتَّصدق عليه في المسجد، فإنَّ أبا بكر
رضي الله عنه وجد هذا السَّائل في المسجد فأعطاه ما تيسر مما وجده مع ابنه.
فيه: دليل على جواز الأكل في المسجد، بشرط أن لا يبقى في المسجد شيء من المخلفات، مخلفات الأكل، فلا مانع من الأكل في المسجد، وإفطار الصَّائمين في المسجد... وغير ذلك.قال المصنف رحمه الله: «وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَسَرَ ثُمَامَةَ بْنَ أَثَالٍ فَرُبِطَ بِسَارِيَةٍ فِي الْمَسْجِدِ قَبْلَ إسْلاَمِهِ»: ثمامة بن أثال هذا سيد أهل اليمامة، وكان مشركًا، فذهب للعمرة؛ لأن المشركين كان يحجون ويعتمرون من
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1672).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد