وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: «بَيْنَا النَّاسُ بِقُبَاءٍ فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ، إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ، فَقَالَ: «إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا، وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّأْمِ، فَاسْتَدَارُوا إِلَى الكَعْبَةِ»([1]). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
قِبۡلَةٗ تَرۡضَىٰهَاۚ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَحَيۡثُ
مَا كُنتُمۡ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥۗ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ
ٱلۡكِتَٰبَ لَيَعۡلَمُونَ ﴾ أي: اليهود
والنَّصارى ﴿أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ﴾ أي: استقبال الكعبة،
يجدون هذا في كتبهم، التَّوراة والإنجيل في وصف الرَّسول صلى الله عليه وسلم أنَّ
قبلته الكعبة قبلة إبراهيم؛ لكنهم يجحدونه، فالله جل وعلا حقق رغبة رسوله صلى الله
عليه وسلم: ﴿وَإِنَّ
ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَيَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۗ ﴾[البَقَرَة: 144] فهم يعلمون هذا
ولكنهم ينكرونه حسدًا للرَّسول صلى الله عليه وسلم، فالله جل وعلا أمره بذلك،
تحققت رغبة الرَّسول صلى الله عليه وسلم.
كما ذكرنا، كانوا
يصلون إلى بيت المقدس، ومن ذلك أهل مسجد قباء، كانوا يصلون إلى بيت المقدس، يعني:
بناءً على الأصل، فجاءهم رجل من الصَّحابة، فأخبرهم أنَّ القبلة قد حُوِّلت إلى
الكعبة، وهم في الصَّلاة، فاستداروا إلى الكعبة.
أوَّل صلاتهم كانوا يصلون إلى بيت المقدس، بقاءً على الأصل، ثُمَّ لما بلغهم الخبر سلَّموا له واستداروا وهم في صلاتهم، صلوا إلى الكعبة بقيَّة الصَّلاة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4494)، ومسلم رقم (526).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد