وَعَنْ مَالِكِ
بْنِ الْحُوَيْرِثِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
«وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي»([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ، وَقَدْ صَحَّ عَنْهُ: كَانَ يَفْتَتِحُ بِالتَّكْبِيرِ.
مالك بن الحويرث رضي
الله عنه جاء مع شباب من البادية يتعلمون من الرَّسول صلى الله عليه وسلم، فأقاموا
عنده مدة يتعلمون عنده أحكام الإسلام، ثُمَّ إنَّه أذن لهم بالانصراف إلى أهلهم،
وقال لهم: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» فهو علَّمهم الصَّلاة
الفعلية، عليه الصلاة والسلام.
في هذا الحديث: أنَّ القدوة في الصَّلاة وفي غيرها من أمور الدِّين هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا احتجاج بقول غيره أو فعل غيره في الصلاة، وإنما يُقتدى به صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وما يؤدي به الصَّلاة، وهذا كما في قوله جل وعلا: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ﴾ [الأحزاب: 21] قدوة، ﴿أُسۡوَةٌ﴾ يعني: قدوة، تتأسون به تقتدون به، ومن ذلك الصَّلاة، وقدوتنا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا نأخذُ صفة الصَّلاة من غيره: «كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» لأنَّهم شاهدوا صلاة الرَّسول وأقاموا عنده، فهو صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يفعلوا في صلاتهم مثل ما يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم، فدل على أنه هو القدوة، وأن أفعاله وأقواله هي الحُجَّة في الصَّلاة وفي غيرها، فلا قول لأحد مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: «كَمَا رَأَيْتُمُونِي» لأنَّهم شاهدوا صلاته وحضروها؛ لكن من يأتي بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم هذا لم يرَ الرَّسول صلى الله عليه وسلم، فكيف يصلي؟ يصلي على الصِّفة الواردة في
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد