لِيَكُونَ لِلۡعَٰلَمِينَ نَذِيرًا﴾ [الفرقان: 1]، ﴿تَبَٰرَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلۡمُلۡكُ
وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ﴾ [الملك: 1]، وإنَّما يقال في
العبد: إنَّه مبارك، أي: الله جعل فيه بركة، «وَتَعَالَيْت»: أي جلَّت
عظمتك وتعالى أيضًا: ارتفاع على خلقه، من العلو.
قوله:
«أَسَتَغْفِرُك وَأَتُوبُ إلَيْك»: هذه هي النهاية: «أَسَتَغْفِرُك وَأَتُوبُ
إلَيْك» أستغفرك من الذُّنوب وأتوب إليك منها.
هذا ما يقوله
الرَّسول في الاستفتاح، وهو دعاء جامع بين دعاء العبادة ودعاء المسألة.
قوله: «وَإِذَا رَكَعَ
قَالَ: اللهمَّ لَك رَكَعْتُ، وَبِك آمَنْتُ، وَلَك أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَك
سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعَظْمِي وَعَصَبِي»: هذا في الركوع.
يقول: «اللهمَّ
لَك رَكَعْتُ»: يعني: أنحني تعظيمًا لله، ولهذا لا يجوز الرُّكوع لأحد، ولا
يجوز الانحناء لمخلوق؛ لأنَّه عباده، الانحناء عبادة على وجه التَّعظيم، عبادة لا
تجوز إلاَّ لله سبحانه وتعالى.
يقول في ركوعه: «وَبِك آمَنْتُ»: الإيمان هو اليقين بالله عز وجل بذاته وأسمائه وصفاته، «وَلَك أَسْلَمْتُ»: استسلمت لأمرك وطاعتك، «خَشَعَ لَك سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعَظْمِي وَعَصَبِي»: الخشوع عرفناه: هو السُّكون والخضوع لله عز وجل، خضع له كلّ جسمه بأعصابه وعظمه ولحمه ودمه، كلٌّ خضع لله عز وجل. خضوع كامل من العبد، لم يبق منه شيء إلاَّ وهو خاضع لله عز وجل في هذا الرُّكوع، فهذا فيه أن الركوع عبادة عظيمه، ولا يجوز أن يركع لغير الله عز وجل.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد