×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

قوله: «وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْك»: الخير كله من الله ﴿وَمَا بِكُم مِّن نِّعۡمَةٖ فَمِنَ ٱللَّهِۖ[النحل: 53] - فالخير كلُّه من الله، وما يحصل على أيدي العباد، فإنَّه من الله عز وجل، الله هو الَّذي هداهم لك وهو الَّذي سخرهم لك، فالخير أصله كلهُ من الله عز وجل، وما يجري من النَّاس فهو من الله عز وجل.

قوله: «وَالشَّرُّ لَيْسَ إلَيْك»: الله - قدَّر الخير والشَّر وكتب ذلك في اللوح المحفوظ؛ ولكن الشَّر لا يُنسب إلى الله، إنَّما يُنسب إلى من وقع عليه من العباد، هو شر بالنِّسبة لمن وقع عليه، شر في المقدور لا في القدر، في المقدور بالنَّسبة لمن وقع عليه هو شر، أما بالنَّسبة إلى الله الذي قدره فهو خير؛ لأنَّه عدل منه سبحانه وجزاء منه على الذُّنوب والمعاصي، فهو بالنسبة إلى الله ليس شرًّا، إنما هو شر بالنسبة لمن وقع عليه من العباد.

قوله: «أَنَا بِك وَإِلَيْك»: يعني: لا غنى بي عن الله - «أَنَا بِك»: أي مستعين بك، «وَإِلَيْك»: أي أصير إليك، فأنا لا غنى بي عن الله سبحانه وتعالى، فهذا فيه اعتراف بالحاجة إلى الله عز وجل.

قوله: «تَبَارَكْت وَتَعَالَيْت»: «تَبَارَكْت»: البركة ثبوت الخير ودوامه.

الله جل وعلا يقال له: تباركت، في ذاته، في أسمائه وصفاته، وفي أفعاله. كلّها خير وبركة، ولا تقال هذه اللَّفظة إلاَّ في حقِّ الله، فلا تقول: تباركت يا فلان، تبارك علينا يا فلان. هذا غلط، هذا اللَّفظ «تبارك» لا يقال إلاَّ في حق الله: ﴿تَبَارَكَ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلۡفُرۡقَانَ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦ


الشرح