قوله: «لاَ يَغْفِرُ
الذُّنُوبَ إلاَّ أَنْتَ»: الله هو الَّذي يغفر الذُّنوب جميعًا لمن يشاء، وأمَّا
النَّاس فإنَّهم إذا أسأت إليهم؛ قليلٌ منهم من يتسامح.
قوله: «وَاهْدِنِي
لأَِحْسَنِ الأَْخْلاَقِ لاَ يَهْدِي لأَِحْسَنِهَا إلاَّ أَنْتَ»: الأخلاق جمع خُلق،
وأحسن الأخلاق: هو ما يُمدح صاحبه. خلق حسن هو ما يمدح عليه ويُثنى على صاحبه،
والخلق الحسن والخلق الطّيِّب هذا منحة من الله ومنَّة من الله عز وجل، وقد أكرم
الله نبيه صلى الله عليه وسلم بأحسن الأخلاق، قال الله جل وعلا: ﴿وَإِنَّكَ
لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ﴾ [القلم: 4] فينبغي للمسلم أن
يحسن أخلاقه مع النَّاس.
هذا من الله سبحانه
وتعالى، حسن الخلق من الله؛ لكن الإنسان يُعوِّد نفسه على حسن الخلق، وإلاَّ فأصله
من الله عز وجل.
قوله: «وَاصْرِفْ
عَنِّي سَيِّئَهَا لاَ يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلاَّ أَنْتَ»: لم يقتصر على طلب
أحسن الأخلاق؛ بل سأل ربَّه أن يصرف عنه سيئ الأخلاق من الكبر، والحسد، والغيبة،
والنميمة، والتعدي على النَّاس وغير ذلك، هذا لا يصرفه إلاَّ الله.
قوله: «لَبَّيْكَ
وَسَعْدَيْكَ»: «لَبَّيْكَ» لبى: أي أقام، لبى في المكان أي: أقام فيه، أي: أنا
مقيم على طاعتك إقامةً بعد إقامة، أو مِن لبى بمعنى: أجاب، أي: أنا مجيب دعوتك
إجابة بعد إجابه، والتَّلبية في الحج معروفة: لبيك اللهم لبيك...
«وَسَعْدَيْكَ»: أي: أنا أسعد بأمرك، وأقوم به إسعادًا بعد إسعاد.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد