والنَّوع الثَّاني: ظلم العباد:
بالتَّعدي عليهم، بأخذ أموالهم، أو ضربهم، أو قتلهم... أو غير ذلك من أكل حقوقهم،
وهذا أيضًا لا يغفره الله إلاَّ إذا تسامح أصحابه، حتَّى ولو استغفرت ما يزول عنك
هذا الذَّنب إلاَّ إذا سامحك صاحب الحقّ، وإلاَّ فإنَّ الله لا يضع منه شيئًا؛ بل
يقتص للمظلومين يوم القيامة.
والنَّوع الثَّالث: ظُلم العبد لنفسه:
بالذُّنوب والمعاصي؛ لأنَّه وضعها في غير موضعها، إذا استعمل الذنوب والمعاصي فقد
وضع نفسه في غير موضعها؛ لأنَّه مأمور أن يضع نفسه في الطَّاعة والعبادة ويرفعها
ويكرمها عن الدَّنس، فهو ظلم نفسه، وهذا يغفره الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ
ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن
يَشَآءُۚ﴾ [النساء: 48].
فالنَّوع الأوَّل: لا يغفره الله
إلاَّ بالتوبة، وهو الشِّرك.
والنَّوع الثَّاني: لا يغفره الله إلا
إذا سامح صاحب الحقِّ أو وفَّاه إياه وأعطاه إياه.
والنَّوع الثَّالث: تحت المغفرة، إذا
شاء الله غفره للعبد.
قوله: «وَاعْتَرَفْت
بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا»: هذه عبادة، أنَّك تعترف
بذنوبك، ولا تزكي نفسك، وهذا من أنواع العبادة، أن تعترف بذنوبك ولا تزكي نفسك
وتبرئها من الذنوب والتقصير.
هذا دعاء مسألة: «فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا»: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ﴾ [الزمر: 53]
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد