×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

 الله جل وعلا أمره؛ فعبده وتوكل عليه: ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ [الفاتحة: 5]، فالاستعانة والعبادة والدُّعاء وجميع أنواع العبادة كلّها لله عز وجل: «وَبِذَلِكَ أُمِرْت»: أَمَرَ الله رسوله صلى الله عليه وسلم، «وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِين» وفي رواية: «وَأَنَا أَوَلَ الْمُسْلِمِين» من هذه الأمَّة، وإلاَّ فقبله مسلمون من الأنبياء وأتباع الأنبياء عليهم الصَّلاة والسَّلام، ولكن قوله: «وَأَنَا أَوَلَ الْمُسْلِمِين» أي: من هذه الأمة.

قوله: «اللهمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لاَ إلَهَ إلاَّ أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي»: هذا ثناء على الله.

قوله: «أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُك ظَلَمْت نَفْسِي»: كل هذا فيه أنواع الدُّعاء: دعاء العبادة ودعاء الطلب:

دعاء العبادة: هو الثَّناء على الله.

ودعاء الطلب: هو أن تسأل الله أن يغفر لك، أن يعطيك، أن يرزقك، هذا دعاء طلب.

والكلُّ مجتمع في هذا الحديث، دعاء العبادة ودعاء الطلب.

الرَّسول لم يبرئ نفسه، يقول: «ظَلَمْت نَفْسِي»، الظُّلم ثلاثة أنواع، الظُّلم أصلاً: هو وضع الشيء في غير موضعه هذا هو الظُّلم، وهو ثلاثة أنواع:

النَّوع الأوَّل: ظلم الشِّرك: ﴿إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ [لقمان: 13] لأنَّه وضْعٌ للعبادة في غير موضعها، لذلك يُسمى ظلمًا، وهو أعظم أنواع الظُّلم ولا يغفره الله إلاَّ بالتوبة.


الشرح