الله جل وعلا أمره؛ فعبده وتوكل عليه: ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 5]، فالاستعانة والعبادة والدُّعاء وجميع أنواع
العبادة كلّها لله عز وجل: «وَبِذَلِكَ أُمِرْت»: أَمَرَ الله رسوله صلى
الله عليه وسلم، «وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِين» وفي رواية: «وَأَنَا
أَوَلَ الْمُسْلِمِين» من هذه الأمَّة، وإلاَّ فقبله مسلمون من الأنبياء
وأتباع الأنبياء عليهم الصَّلاة والسَّلام، ولكن قوله: «وَأَنَا أَوَلَ
الْمُسْلِمِين» أي: من هذه الأمة.
قوله: «اللهمَّ
أَنْتَ الْمَلِكُ لاَ إلَهَ إلاَّ أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي»: هذا ثناء على
الله.
قوله: «أَنْتَ
رَبِّي وَأَنَا عَبْدُك ظَلَمْت نَفْسِي»: كل هذا فيه أنواع
الدُّعاء: دعاء العبادة ودعاء الطلب:
دعاء العبادة: هو الثَّناء على
الله.
ودعاء الطلب: هو أن تسأل الله
أن يغفر لك، أن يعطيك، أن يرزقك، هذا دعاء طلب.
والكلُّ مجتمع في
هذا الحديث، دعاء العبادة ودعاء الطلب.
الرَّسول لم يبرئ
نفسه، يقول: «ظَلَمْت نَفْسِي»، الظُّلم ثلاثة أنواع، الظُّلم أصلاً: هو
وضع الشيء في غير موضعه هذا هو الظُّلم، وهو ثلاثة أنواع:
النَّوع الأوَّل: ظلم الشِّرك: ﴿إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ﴾ [لقمان: 13] لأنَّه وضْعٌ للعبادة في غير موضعها، لذلك يُسمى ظلمًا، وهو أعظم أنواع الظُّلم ولا يغفره الله إلاَّ بالتوبة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد