قوله: «وَإِذَا
رَفَعَ رَأْسَهُ قَالَ: اللهمَّ رَبَّنَا لَك الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَوَاتِ
وَمِلْءَ الأَْرْضِ وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا وَمِلْءَ مَا شِئْت مِنْ شَيْءٍ
بَعْدُ»: إذا رفع رأسه من الرُّكوع واعتدل واقفًا، فإنَّه يقول: «اللهمَّ
رَبَّنَا لَك الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَوَاتِ وَمِلْءَ الأَْرْضِ وَمِلْءَ مَا
بَيْنَهُمَا وَمِلْءَ مَا شِئْت مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ»: أي حمدًا يملأ السَّماء
على سعتها ويملأ الأرض، ويملأ ما شئت من شيء لا أعلمه إنَّما تعلمه أنت من
مخلوقاتك.
فهذا فيه الثناء على
الله - وهذا واجب من واجبات الصلاة، الذي يقال بعد الاعتدال.
قوله: «وَإِذَا
سَجَدَ قَالَ: اللهمَّ لَك سَجَدْتُ، وَبِك آمَنْتُ، وَلَك أَسْلَمْتُ، سَجَدَ
وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ»: هذه زيادة على
قول: «سُبْحَانَ رَبِّي الْعَظِيمِ» في الركوع، و«سُبْحَانَ رَبِّي
الأَْعْلَى» في السُّجود؛ لأن التَّسبيح في الرُّكوع والسُّجود واجب من واجبات
الصَّلاة. أمَّا الدُّعاء في الرُّكوع والسُّجود فهو مستحب وليس واجبًا، «لك
سجدتُ»: لا لغيرك، فلا يجوز السُّجود إلاَّ لله عز وجل، وهو وضع الجبهة على الأرض
عبادة لله وذلًّا بين يدي الله عز وجل، فلا يجوز أن تسجد للمخلوق سجود العبادة.
أمَّا سجود التَّحية، فكان موجودًا في الشَّرائع السَّابقة سجود تحية، ومنه سجود الملائكة لآدم، هذا ليس بسجود عبادة، هذا سجود تحية، وسجود يعقوب وبنيه ليوسف: ﴿وَرَفَعَ أَبَوَيۡهِ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ وَخَرُّواْ لَهُۥ سُجَّدٗاۖ﴾ [يوسف: 100] هذا سجود تحية ليس بسجود عبادة، وهذا جائز في الشَّرائع السَّابقة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد