وأمَّا شريعتنا فتمنع من
السجود، لا عبادة ولا تحية، قال صلى الله عليه وسلم: «لَوْ كُنْتُ آمِرًا
أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا»
«[1])، لما أراد معاذ رضي الله
عنه أن يسجد للرسول صلى الله عليه وسلم منعه من ذلك، وقال: «لَوْ كُنْتُ آمِرًا
أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا»:
من عظم حقِّه عليها، والزَّوجة اليوم تكبرت على الزوج، خرجت توظفت وراحت أخذت
أخلاق الكُفَّار وعادات الكُفَّار، خرجت عن الزوجية، خرجت عن الأنثوية أيضًا، خرجت
على الفطرة الَّتي فطر الله النَّاس عليها، «لَك سَجَدْت»: أي لا لغيرك،
فدل على أنه لا يجوز السجود إلاَّ لله عز وجل.
السجود يكون بالوجه الجبهة
والأنف تابع لها والأعضاء تابعة، سبعة أعظم قال صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ
أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ»([2])هذه تابعة للجبهة،
ولذلك إذا كان لا يستطيع السُّجود على الجبهة على الأرض، فإنَّه يومئ بالسُّجود
وهو جالس، ولا يسجد على يديه، وعلى أعضائه دون الجبهة، السُّجود أصله الجبهة وهذه
تابعة للجبهة، فإذا عجز عن السجود بالجبهة على الأرض فإنَّه يومئ برأسه وهو جالس.
قوله: «سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ»: خلق الله الوجه على ما فيه من عجائب الخلقة، وما فيه من السَّمع والبَّصر والحواس، «وَصَوَّرَهُ»: صوره الله، ﴿وَصَوَّرَكُمۡ فَأَحۡسَنَ صُوَرَكُمۡ﴾ [غافر: 64]، شكل
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (1159)، وابن ماجه رقم (1852)، والدارمي رقم (1505)، وأحمد (12614).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد