×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

وَاخْتِيَارُ هَؤُلاَءِ لهَذَا الاِسْتِفْتَاحِ وَجَهْرُ عُمَرَ بِهِ أَحْيَانًا بِمَحْضَرٍ مِنَ الصَّحَابَةِ ليَتعْلمه النَّاسَ مَعَ أَنَّ السُّنَّةَ إخْفَاؤُهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ الأَْفْضَلُ، وَأَنَّهُ الَّذِي كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُدَاوِمُ عَلَيْهِ غَالِبًا، وَإِنْ اسْتَفْتَحَ بِمَا رَوَاهُ عَلِيٌّ أَوْ أَبُو هُرَيْرَةَ فَحَسَنٌ؛ لِصِحَّةِ الرِّوَايَةِ.

 

قوله: «سُبْحَانَك اللهمَّ وَبِحَمْدِك»: «سُبْحَانَك»: التَّسبيح معناه التَّنزيه، أي: أنزهك عمَّا لا يليق بك، «وَبِحَمْدِك»: أي سبحتك بحمدك، فلولا توفيق الله لك ما سبحت الله عز وجل، فأنت تحمد الله على أن وفقك لتسبيحه.

قوله: «وَتَبَارَكَ اسْمُك»: اسم الله جل وعلا، كلّ أسماء الله مباركة، إذا ذكرت: ﴿تَبَٰرَكَ ٱسۡمُ رَبِّكَ ذِي ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ [الرحمن:78] ﴿ٱسۡمُ رَبِّكَ عام لكل الأسماء؛ لأنَّ المفرد إذا أضيف يَعُمُّ، فهذا مفرد أضيف فيعم جميع أسماء الله، كلَّها مباركة، «وَتَبَارَكَ اسْمُكَ»: أي الخير يُنال بذكرك.

قوله: «وَتَعَالَى جَدُّك»: الجدُّ المراد به هنا العظمة، أي: جَلَّتْ عظمتك.

قوله: «وَلاَ إلَهَ غَيْرُك»: «لاَ إلَهَ»: أي لا معبود بحقٍّ إلاَّ أنت.

هذا الحديث تواتر عن عدد من الصَّحابة، حديث عائشة: «سُبْحَانَك اللهمَّ وَبِحَمْدِك» تواتر عن عدد من الصَّحابة، وعليه جمهور أهل العلم، وهو أحسن أنواع الاستفتاح.

قوله: «وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ فِي «صَحِيحِهِ» أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَجْهَرُ بِهَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ، يَقُولُ: سُبْحَانَك اللهمَّ وَبِحَمْدِك، وَتَبَارَكَ اسْمُك، وَتَعَالَى جَدُّك، وَلاَ إلَهَ غَيْرُك»: هذا مما يدل على تأكد هذا الاستفتاح، أن عمر كان يجهر به، مع أنَّه من الأشياء الَّتي يُسَرُّ بها، ولكنه يجهر به لغرض


الشرح