وهو تعليم الصحابة،
تعليمهم هذا الاستفتاح.
قوله: «وَرَوَى
سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ فِي «سُنَنِهِ» عَنْ أَبِي بَكْرٍ
الصِّدِّيقِ رضي الله عنه أَنَّهُ كَانَ يَسْتَفْتِحُ بِذَلِكَ، وَكَذَلِكَ
رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه وَابْنِ
الْمُنْذِرِ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ» فالخلفاء الراشدون، كانوا يستفتحون
بهذا الاستفتاح.
قوله: «وَقَالَ
الأَْسْوَدُ»: يعني النخعي التابعي «كَانَ عُمَرُ إذَا افْتَتَحَ الصَّلاَةَ قَالَ:
سُبْحَانَك اللهمَّ وَبِحَمْدِك، وَتَبَارَكَ اسْمُك، وَتَعَالَى جَدُّك، وَلاَ
إلَهَ غَيْرُك؛ يُسْمِعُنَا ذَلِكَ وَيُعَلِّمُنَا»: يجهر به لأجل أن يعلِّمهم
هذا الدَّعاء.
مما يدلُّ على فضل
هذا الاستفتاح وآكديته، وإلاَّ لو أتى بأي نوع من أنواع الاستفتاح الَّتي مرت وصحت
بها الأحاديث فلا بأس بذلك.
ولشيخ الإسلام ابن تيمية
رسالة مستقلة في أنواع الاستفتاح، موجودة في «مجموع الفتاوى» وذكرها في «شرح
العمدة»([1]).
قوله: «وَاخْتِيَارُ
هَؤُلاَءِ لهَذَا الاِسْتِفْتَاحِ وَجَهْرُ عُمَرَ بِهِ أَحْيَانًا...» إلخ. هذا كلام
المؤلف، المجد ابن تيمية رحمه الله تعليقًا على هذا. قال: «وَاخْتِيَارُ
هَؤُلاَءِ لهَذَا الاِسْتِفْتَاحِ»: اختيار هؤلاء الصحابة وفيهم الخلفاء
الرَّاشدون وابن مسعود.
قوله: «وَجَهْرُ عُمَرَ بِهِ أَحْيَانًا بِمَحْضَرٍ مِنَ الصَّحَابَةِ لِيتعْلمه النَّاسَ، مَعَ أَنَّ السُّنَّةَ إخْفَاؤُهُ»: جهر عمر بهِ أحيانًا مع أنَّ السُّنَّة الإسرار، لكن جهره به لغرض تعليم النَّاس هذا الاستفتاح، وخلفه المهاجرون
([1]) ينظر: مجموع الفتاوى (5/188).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد