وَعَنْ عُبَادَةَ
رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ يَقْرَأَنَّ أَحَدٌ
مِنْكُمْ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ إِذَا جَهَرْتُ بِالْقِرَاءَةِ إلاَّ بِأُمِّ
الْقُرْآنِ»([1]). رَوَاهُ
الدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ: رِجَالُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ.
وَرَوَى عَبْدُ
الله بْنُ شَدَّادٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ كَانَ لَهُ
إِمَامٌ فَقِرَاءَةُ الإِْمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ»([2]). رَوَاهُ
الدَّارَقُطْنِيّ. وَقَدْ رُوِيَ مُسْنَدًا مِنْ طُرُقٍ كُلِّهَا ضِعَاف،
وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ مُرْسَلٌ.
وهذا من أدلة
القائلين بوجوبها على المأموم، ولو كان الإمام يجهر.
هذا الحديث من أدلة
القائلين: إنها لا تجب على المأموم؛ لأنَّه قال: «مَنْ كَانَ لَهُ إمَامٌ
فَقِرَاءَةُ الإِْمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ» أي: قراءة الإمام تكفي عن المأموم،
ولذلك يقول المأموم: «آمِينَ».
«آمِينَ» على ماذا؟ على الفاتحة؛ لأنَّه دعاء، فإذا أمَّن عليها فكأنه قرأها؛ لأنَّ موسى دعا على فرعون وقومه: ﴿وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَآ إِنَّكَ ءَاتَيۡتَ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَأَهُۥ زِينَةٗ وَأَمۡوَٰلٗا فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَۖ رَبَّنَا ٱطۡمِسۡ عَلَىٰٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ وَٱشۡدُدۡ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ﴾ إلى آخر الآية [يونس: 88] إلى أن قال الله جل وعلا: ﴿قَالَ قَدۡ أُجِيبَت دَّعۡوَتُكُمَا﴾ [يونس: 89] مع أن هارون ما دعا، الذي دعا هو موسى، وأمَّا هارون فهو أمَّن على دعاء موسى، فالله جل وعلا نسب الدعاء لهما، موسى وهارون﴿قَالَ قَدۡ أُجِيبَت دَّعۡوَتُكُمَا﴾. ودلَّ على أن المأموم إذا أمَّن على قراءة الإمام للفاتحة فكأنه قرأها، هذا من
([1]) أخرجه: الدارقطني رقم (1220).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد