وَعَنْ جَابِرِ
بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِسَعْدٍ: لَقَدْ شَكَوْكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ
حَتَّى الصَّلاَةِ، قَالَ: «أَمَّا أَنَا، فَأَمُدُّ فِي الأُولَيَيْنِ وَأَحْذِفُ
فِي الأُخْرَيَيْنِ، وَلاَ آلُو مَا اقْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ صَلاَةِ رَسُولِ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم » قَالَ: صَدَقْتَ ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ أَوْ ظَنِّي
بِكَ»([1]). مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ
هو نائم ولم يستيقظ
إلاَّ متأخرًا، فيتمكن من إدراك الركعة الأولى من الظهر.
وأمَّا بقية الصلوات
فالنَّاس موجودون، ليس وقت نوم ولا وقت تأخر.
سعد بن أبي وقاص رضي
الله عنه من السابقين الأولين إلى الإسلام، ومن المهاجرين، وهو من العشرة المشهود
لهم بالجنة، فضائله كثيرة رضي الله عنه.
أمَّره عمر على
الكوفة في العراق، وأهل العراق فيهم نزعة التشويش، فشَكَوْا سعدًا لعمر رضي الله
عنه، ولم يتركوا شيئًا إلاَّ عابوا عليه فيه، من ذلك أنه شكوه في الصلاة أنه يطيل
عليهم، ولم يدرك عليه عمر رضي الله عنه شيئًا مما قالوه؛ ولكنه عزله ابتعادًا عن
الشقاق، وإلا فهو يعرف سعدًا تمام المعرفة، لم يعزله لريبة فيه أو تصديق للوشاية
أبدًا، وإنما عزله لأجل قطع النزاع. وأمَّر مكانه عمار بن ياسر رضي الله عنه.
قوله: «حتى في الصلاة»: يعني: أنك تطيل عليهم، فقال سعد: إني لا آلو أن أقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم، أنا أصلي بهم وأقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاتيِ. وافقهُ عمر على ذلك وقال: «صَدَقْتَ، ذَلِكَ ظَنِّي بكَ» رضي الله عن الجميع.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (758)، ومسلم رقم (453).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد