وَعَنْ
سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: «مَا
رَأَيْتُ رَجُلاً أَشْبَهَ صَلاَةً بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، مِنْ
فُلاَنٍ، لِإِمَامٍ كَانَ بِالْمَدِينَةِ، قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ:
فَصَلَّيْتُ خَلْفَهُ، «فَكَانَ يُطِيلُ الأُْولَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ،
وَيُخَفِّفُ الأُْخْرَيَيْنِ، وَيُخَفِّفُ الْعَصْرَ، وَيَقْرَأُ فِي
الأُْولَيَيْنِ مِنَ الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ، وَيَقْرَأُ فِي
الأُْولَيَيْنِ مِنَ الْعِشَاءِ مِنْ وَسَطِ الْمُفَصَّلِ، وَيَقْرَأُ فِي
الْغَدَاةِ بِطُوَالِ الْمُفَصَّلِ»([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ.
هذا معدل القراءة في
الصَّلاة، أنَّه كان يقرأ في الفجر من طوال المفصل، وفي المغرب من قصار المفصل،
وفي بقية الصلوات من أوساط المفصل.
ما هو المفصل؟ المفصل هو آخر القرآن، يبدأ على المشهور من سورة «ق» إلى آخر المصحف، وطواله من سورة «ق» إلى «عمَّ»، وقصاره من «الضحى» إلى «النَّاس»، والمتوسط ما بين «عمَّ» إلى «الضحى»، هذا معدل القراءة في الصلوات الخمس، في الفجر من طواله، وفي المغرب من قصاره، وفي بقية الصلوات من أوساطه ﴿وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَغۡشَىٰ﴾ [الليل]، و﴿سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى﴾ [الأعلى]، ﴿وَٱلشَّمۡسِ وَضُحَىٰهَا﴾ و [الشمس] هذا المعدل، وأحيانًا كان يطيل في صلاة المغرب عليه الصلاة والسلام، ثبت أنَّه قرأ فيها سورة «الأعراف»، قرأها في الركعتين، قسمها بين الركعتين، وثبت أنَّه قرأ فيها سورة «المرسلات»، وثبت أنَّه قرأ فيها سورة
([1]) أخرجه: النسائي رقم (982)، وأحمد رقم (7991).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد