وفيه: مشروعية صلاة
الجماعة، فهم لا يصلون فرادى، الفريضة لا يصلونها فرادى، وإنما يجب عليهم أن
يجتمعوا جماعةً ويجعلوا إمامًا لهم يصلي بهم. هذا هو السنة الثابتة عن الرسول صلى
الله عليه وسلم.
وفيه: أن أفعال المأموم
- تكبيرات المأموم - تكون بعد تكبيرة الإمام وركوعه وسجوده؛ لأنهُ تابع للإمام،
المتبوع لا يتقدم على التابع ولا يوافقه أيضًا، إنما يأتي بعده.
وفيه: تعديل الصفوف خلف
الإمام.
كل هذه الأحكام في
هذا الحديث العظيم نأخذه جزئيةً جزئيةً:
قوله: «إنَّ رَسُولَ
الله صلى الله عليه وسلم خَطَبَنَا فَبَيَّنَ لَنَا سُنَّتَنَا»: هذا دليل على أن
الخطب تُبيَّن فيها الأحكام الشرعية ولا تُحشى بالكلام الفارغ، والأسلوب الخطابي
الذي لا فائدة منه، أو يأتي بمعانٍ غريبة عن الموضوع، مثل ما يفعل بعض الخطباء
الآن، وإنما مهمة الخطبة تعليم الناس أمور دينهم ومعاملتهم وما يحتاجون إليه،
تنبههم على ما يحصل من الخطأ والتجاوزات حتى يتجنبوها. هذه هي مهمة خطبة الجمعة،
وكذلك الخطب الأخرى بالمناسبات.
فالخطب: إنما تكون للتعليم
والبيان، ولا تكون لمجرد الخطابة والأسلوب، هذا ليس من الخطب المشروعة، هذا يكون
من الخطب الأدبية، الخطب الأدبية لها شأن آخر، الخطب في النوادي، وخطب الاجتماعات
الأدبية لها شأن آخر.
أما الخطب الدينية: فإنها تهتم بأمور الدين، ويكون الخطيب على إلمام بالأحكام الشرعية حتى يبينها للنَّاس. هذه مهمة الخطب الدينية.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد