قوله: «إذَا
صَلَّيْتُمْ فَأَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ»: هذه واحدة، «إذَا
صَلَّيْتُمْ»: يعني جماعة، «فَأَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ»: عدِّلوه، ألاَّ
يكون فيها ميل، بأن يُحاذَى بين المناكب والأقدام، فإذا تحاذت المناكب والأقدام
بين المصطفين اعتدل الصف، أما إذا كان بعضهم داخلاً والآخر خارجًا وكذا فهذا لا
يجوز في صفوف الصلاة، فلا بد أن تعتدل.
ومقياس الاعتدال: محاذاة المناكب
والأقدام، ليس خطًّا مثل ما يُعمل الآن، هذا ما له أصل عندنا، المقياس الواضح
المناكب والأقدام، لا يطلع منكبك عن منكب أخيك ولا يدخل ولا يختلف كعبك عن كعب
أخيك، هكذا لسنا بحاجة إلى خطوط.
ولا بد أن تتراص
الصفوف مع الاعتدال، لا يكون فيها فرج بين المصطفين، بل يكون أحدهم إلى جانب أخيه
ليس بينهما فتحة؛ لأن هذه الفتحة وهذه الفرجة يتخلل منها الشيطان؛ فيشوش على
المصلين، فإذا تلاحمت الصفوف انسد الطريق على الشيطان، فلا يتمكن من الدخول فيما بينهم.
هذا الأمر مهم جدًا.
وليس مراصة الصفوف تكون بالفحج بين الرجلين مثل ما يفعل بعض الجهال والمتعالمين، ما أدري من أين أتوا بالفحج هذا؟ يفحج داخل محل ثلاثة، تدخل من تحته شاة، هذا مظهر غريب في الصلاة، إنما يكون التراص بالتقارب بين الأخوة يتقاربون فيما بينهم من غير فحج للرِّجْلَيْنِ هذا يبعد عنك، والمطلوب أن يقترب منك. فيجب أن يلاحظ ذلك.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد