ومعنى: «آمِينَ»:
اللهم استجب، ما المناسبة؟ المناسبة أن سورة الفاتحة كلها دعاء: أولها دعاء عبادة
وآخرها دعاء مسألة، فيؤمِّنون على هذا الدعاء «آمِينَ»: أي: اللهم استجب
هذا الدعاء، فإنهم إذا وافق تأمينهم تأمين الملائكة غُفر لهم، فهذا فيه فضل
التأمين في الصلاة، وأنه يكون من الجميع الإمام والمأمومين في وقت واحد وبصوتٍ
واحد، لا ينتظرون فراغ الإمام من قول: «آمِينَ».
قوله: «يُجِبْكُمُ
الله»: يعني: يستجب دعاءكم بالفاتحة.
قوله: «وَإِذَا
كَبَّرَ وَرَكَعَ فَكَبِّرُوا وَارْكَعُوا»: إذا كبر وركع، لا تسبقه
بالتكبير ولاتسبقه بالركوع، لا بد أن يكون تكبيرك للانتقال وركوعك بعد الإمام،
تنتظر حتى يركع فإذا ركع كبر أنت واركع بعده، هذا معنى الإتمام ومعنى المتابعة.
«فَإِنَّ الإِْمَامَ
يَرْكَعُ قَبْلَكُمْ، وَيَرْفَعُ قَبْلَكُمْ، قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه
وسلم: فَتِلْكَ بِتِلْكَ»: أي كما أنه يركع قبلكم فهو يرفع قبلكم، فتلك بتلك،
يعني كونه يركع قبلكم مع كونهِ يرفع قبلكم، هذه مثل هذه.
فدل على: أن المأموم ينتظر
حتى يركع إمامه ثم يتابعه، ولا يرفع حتى يرفع إمامه ثم يرفع بعده، فيكون عمل
المأموم تابعًا وتاليًا لعمل الإمام في الركوع والتكبير.
«وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا: اللهمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْد»: أما ما يقال في الانتقال من الركوع إلى القيام، فإنه يقال: «سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ» وهذه اللفظة جاءت عن الله جل وعلا أنه أمر بها كما يأتي.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد