ومعنى: «سَمِعَ
الله لِمَنْ حَمِدَهُ» أي: استجاب، فـ«سَمِعَ» معناها الإجابة؛ لأن سمع
إذا عُدِّيَ بنفسه معناه: السماع المعروف، صفة من صفات الله عز وجل، يسمع الأصوات،
يسمع كل شيء سبحانه وتعالى، أما إذا عُدِّيَ باللام فمعناه: الاستجابة، «سَمِعَ
الله» أي: استجاب «لِمَنْ حَمِدَهُ».
ولا يقول المأموم: «سَمِعَ
الله لِمَنْ حَمِدَهُ» مقلدًا فيها الإمام مثل ما تقولون في التكبير؛ بل
المأموم يقول: «اللهمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْد»، فالإمام يقول: «سَمِعَ
الله لِمَنْ حَمِدَهُ» والمأموم يقول: «رَبَّنَا لَكَ الْحَمْد»،
فالإمام لا يقول: «رَبَّنَا لَكَ الْحَمْد» في ظاهر الحديث، وإنما يقتصر
على «سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ» والمأموم لا يقول: «سَمِعَ الله
لِمَنْ حَمِدَهُ»، وإنما يقتصر على «رَبَّنَا لَكَ الْحَمْد»، كذا
وقيل: إن المسألة فيها خلاف: أن المأموم يجمع بينهما والإمام يجمع بينهما، فالله
أعلم.
لكن ظاهر الحديث
كذا، أن الإمام يقتصر على «سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ»، والمأموم يقتصر
على «رَبَّنَا لَكَ الْحَمْد».
«اللهمَّ رَبَّنَا
لَكَ الْحَمْد» وردت بعدة صيغ:
الصيغة الأولى: «اللهمَّ
رَبَّنَا ولَكَ الْحَمْد» بالجمع بين: اللهم والواو.
الصيغة الثانية: «رَبَّنَا لَكَ
الْحَمْد» بحذف الكلمتين.
الصيغة الثالثة: «اللهمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْد» بحذف الواو والإتيان بلفظة اللهم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد