×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي يَتَأَوَّلُ القُرْآنَ َ»([1]). رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلاَّ التِّرْمِذِيَّ.

 

وعلى كل حال: الله جل وعلا هو رب الملائكة ورب الروح من الملائكة ورب جميع المخلوقات.

هذا في حديث عائشة رضي الله عنها أنه لما نزلت سورة: ﴿إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ ١ وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا ٢ فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا ٣ [النصر: 1-3] هذه علامة انتهاء أجل الرسول صلى الله عليه وسلم، هذه السورة فيها علامة نهاية عمر الرسول صلى الله عليه وسلم، عند ذلك أمره الله بالتسبيح والاستغفار.

المسلم يختم عمره بالتسبيح والاستغفار، إذا كبرت به السن فإنه يكثر من التسبيح والاستغفار.

وقد اختبر عمر رضي الله عنه الصحابة في هذه السورة ما معناها؟ وفيه أصحاب بدر، كبار الصحابة، فقالوا: يأمرنا ربنا إذا فتح الله علينا البلاد ودخل الناس في الإسلام، يأمرنا بالتسبيح والاستغفار، وكان معهم ابن عباس وكان طفلاً صغيرًا مع أشياخ بدر، العلم يقدم الإنسان وإن كان صغيرًا، قال: ما تقول يا بن عباس؟ قال: هذه علامة أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ما أرى فيها إلاَّ ما رأيت، فهذه السورة هي نهاية حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، فكان صلى الله عليه وسلم بعد ما نزلت عليه إذا ركع وإذا سجد يقول: «سُبْحَانَ رَبِّي الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ رَبِّي الأَْعْلَى، سُبْحَانَكَ اللهمَّ رَبَّنَا


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (817)، ومسلم رقم (484).