وَعَنْ عَبْدِ
الله ابْنِ بُحَيْنَةَ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه
وسلم إِذَا سَجَدَ يُجَنِّحُ فِي سُجُودِهِ، حَتَّى يُرَى وَضَحُ إِبِطَيْهِ»([1])مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ.
وَعَنْ أَنَسٍ رضي
الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ،
وَلاَ يَبْسُطْ أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ انْبِسَاطَ الكَلْبِ»([2]) رَوَاهُ
الْجَمَاعَةُ.
هذه صفة ثانية من صفة السجود، وبيان كيفية
الأعضاء في السجود، منها أنه يجنح عضديه، يجنح يجعلهما كالجناحين، بمعنى أنه يجافي
عضديه عن جنبيه، وذلك لأجل أن يسجد كل عضو بنفسه، ولا يعتمد على العضو الآخر، فلا
يعتمد على جنبيه بعضديه؛ بل يفرق بينهما حتى يُرى بياض إبطيه عليه الصلاة والسلام،
مما يدل على التفريج بين العضدين والجنبين، إلاَّ في حالتين:
الحالة الأولى: إذا كان بجانبه
أحد ويضايقه بالتجنيح، فإنه يقرب عضديه إلى جنبيه، ولا يبالغ في التجنيح؛ لئلا
يؤذي من بجانبه.
الحالة الثانية: إذا كان السجود
طويلاً مثل سجود التهجد، فإنه تتعب يداه إذا جنحهما من طول السجود، فلا بأس أن
يضمهما إلاَّ جنبه ويعتمد على ركبتيه في السجود؛ لأجل تجنب التعب في ذلك.
الاعتدال في السجود بأن يجعل كل عضوٍ يأخذ قسطه من الطمأنينة، ويعدل بين أعضائه، فلا يمل بعضها ويضم الآخر؛ بل يعدل بين أعضائه هذا الاعتدال في السجود، ولا يبسط ذراعيه على الأرض وهو ساجد؛ بل يرفع ذراعيه وهو ساجد؛ لأن هذا تشبه بالكلب،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (495).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد