وَعَنْ حُذَيْفَةَ
رضي الله عنه أَنَّهُ رَأَى رَجُلاً يُصَلِّي لاَ يُتِمُّ رُكُوعَهُ وَلاَ
سُجُودَهُ فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: مُنْذُ كَمْ صَلَّيْتَ؟ قَالَ: مُنْذُ
أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: مَا صَلَّيْتَ وَلَوْ مُتَّ مُتَّ
عَلَى غَيْرِ الْفِطْرَةِ الَّتِي فَطَرَ اللهُ عَلَيْهَا مُحَمَّدًا صلى الله
عليه وسلم »([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ.
قوله: «ثُمَّ
ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا»: وهذا أيضًا من الطمأنينة
في الاعتدال، لا بد منها.
قوله: «ثُمَّ
اُسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ
جَالِسًا»: انظروا، في كل ركن يقول: «حَتَّى تَطْمَئِنَّ»، دل على أن
الطمأنينة ركن لا بد منه في الصلاة.
«ثُمَّ اسْجُدْ
حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي الصَّلاَةِ كُلِّهَا»: علمه ركعة بقيامها
وركوعها وسجودها، ثم قال له: قس عليها بقية صلاتك.
وَفِي رِوَايَةٍ
لِمُسْلِمٍ: «إذَا قُمْتَ إلَى الصَّلاَةِ فَأَسْبِغِ الْوُضُوءَ ثُمَّ
اسْتَقْبِلْ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ»: يعني إكمال الوضوء، الإسباغ معناه: الإتمام،
فلا تصح الصلاة بوضوء ناقص.
قال له: «مَا
صَلَّيْتَ»، لماذا؟ لأنه لم يطمئن في صلاته، في جميع أركانها، ومن فعل ذلك
فإنه ما صلى، «وَلَوْ مِتَّ»: وأنت على هذه الحالة: «مِتَّ عَلَى غَيْرِ
الْفِطْرَةِ الَّتِي فَطَرَ الله عَلَيْهَا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم ».
فدل على: أنه لا يُعذر بالجهل، ما دام عنده من يعلمه، أو يسمع الدروس ويسمع المحاضرات ويسمع كلام أهل العلم الذي ينشر؛ فإنه
([1]) أخرجه: البخاري رقم (791).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد