×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

وَعَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ رَأَى رَجُلاً يُصَلِّي لاَ يُتِمُّ رُكُوعَهُ وَلاَ سُجُودَهُ فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: مُنْذُ كَمْ صَلَّيْتَ؟ قَالَ: مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: مَا صَلَّيْتَ وَلَوْ مُتَّ مُتَّ عَلَى غَيْرِ الْفِطْرَةِ الَّتِي فَطَرَ اللهُ عَلَيْهَا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم »([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ.

 

قوله: «ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا»: وهذا أيضًا من الطمأنينة في الاعتدال، لا بد منها.

قوله: «ثُمَّ اُسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا»: انظروا، في كل ركن يقول: «حَتَّى تَطْمَئِنَّ»، دل على أن الطمأنينة ركن لا بد منه في الصلاة.

«ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي الصَّلاَةِ كُلِّهَا»: علمه ركعة بقيامها وركوعها وسجودها، ثم قال له: قس عليها بقية صلاتك.

وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ: «إذَا قُمْتَ إلَى الصَّلاَةِ فَأَسْبِغِ الْوُضُوءَ ثُمَّ اسْتَقْبِلْ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ»: يعني إكمال الوضوء، الإسباغ معناه: الإتمام، فلا تصح الصلاة بوضوء ناقص.

قال له: «مَا صَلَّيْتَ»، لماذا؟ لأنه لم يطمئن في صلاته، في جميع أركانها، ومن فعل ذلك فإنه ما صلى، «وَلَوْ مِتَّ»: وأنت على هذه الحالة: «مِتَّ عَلَى غَيْرِ الْفِطْرَةِ الَّتِي فَطَرَ الله عَلَيْهَا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم ».

فدل على: أنه لا يُعذر بالجهل، ما دام عنده من يعلمه، أو يسمع الدروس ويسمع المحاضرات ويسمع كلام أهل العلم الذي ينشر؛ فإنه


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (791).